أعرب سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر كرستيان برجر عن مساندة الاتحاد لجهود مصر في مواجهة التداعيات لاسيما الاقتصادية والمالية الناجمة عن "الحرب في أوكرانيا" والتي أثرت على دول العالم بأسره بما فيها دول الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال غذاء عمل أقامه سفير الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين بمقر الإقامة لعدد محدود من الصحفيين بحضور السفير الألمانى فرانك هارتمان والسفير البولندي ميهاو وابيندا والسفير الفرنسي مارك باريتي.
وأشاد السفير برجر بتصويت مصر في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا.
واطلع السفير الأوروبي الصحفيين على تطورات الوضع في أوكرانيا جراء الحرب الجارية والتي وصفها بأنها " حرب عدوانية من دولة ضد دولة أخرى، لم يسبق وأن شهد لها العالم مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية".
وشدد على أن " أوكرانيا دولة مستقلة منذ عام ١٩٩١، وكأي دولة في العالم يحق لها أن تقرر مصيرها الذي لا يمكن أن يتقرر بالوسائل العسكرية".. مشيرا إلى أن لأوكرانيا حق الدفاع عن نفسها بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد السفير كريستيان برجر أن " لا أحد في الاتحاد الأوروبي يريد حربا مع روسيا، لكن الاتحاد الأوروبي قام وسيقوم بمساندة أوكرانيا للدفاع عن نفسها ومساعدتها على مواجهة الأزمة الإنسانية الطاحنة الناجمة عن الحرب".
وأوضح برجر أن الاتحاد الأوروبي سوف يركز في هذا الصدد على عدد من المجالات فى مقدمتها الدعم الإنساني والإمدادات وتوفير ملاذات آمنة للاجئين النازحين من أوكرانيا والذين يقدر عددهم بالملايين من بينهم أكثر من مليوني شخص عبروا لبولندا.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء قرروا في تطور غير مسبوق تقديم الدعم العسكري والسلاح وآليات الدفاع والردع ومساعدات عسكرية أخرى لأوكرانيا تجاوزت قيمتها 2.1 مليار يورو.. مشيرا إلى أن إجراءات الاتحاد الأوروبي "غير المسبوقة" شملت أيضا قائمة عقوبات مختلطة سواء في المجال المالي أو تقييد الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة وقطع الغيار وهي عقوبات ينسق فيها الاتحاد مع الولايات المتحدة وكندا واستراليا واليابان ودول أخرى، وعقوبات أخرى ضد شخصيات روسية تمول الحرب.
واًوضح سفير الاتحاد الأوروبي عدم صحة ما تردده روسيا من أن أوكرانيا ليست دولة وأن روسيا يجب أن تستعيدها، مؤكدا أن روسيا نفسها اعترفت باستقلال أوكرانيا وسيادتها منذ الاستقلال.
وأشار في هذا الصدد إلى عدم صحة وجود أسلحة بيولوجية وأسلحة دمار شامل لدى أوكرانيا.
من جانبه.. أكد سفير ألمانيا بالقاهرة أن "الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا " قد وحدت أوروبا بالكامل.. مشددا على أنه لم يكن هناك أي مبرر لروسيا لشن هذه الحرب التي ألقت بتداعياتها السلبية على دول الشرق الأوسط والعالم بأسره".
وأثنى السفير الألمانى على تصويت مصر في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة بشأن أوكرانيا.
وأضاف أن ما تشهده أوكرانيا الآن جراء هذه الحرب يعد "كارثة إنسانية بكل المقاييس" خاصة ما يتعلق ب"استهداف المدنيين والقصف المستمر على ماريبول وتهجير ملايين الأوكرانين" .. مشددا على ضرورة "احترام روسيا للقانون الدولي وأمن أوروبا".
وأوضح أن هذه الحرب لها تأثير على أمن الطاقة في أوروبا والعالم.. منوها فى هذا الصدد بقرار ألمانيا غير المسبوق بزيادة ميزانية الدفاع بنحو ١٠٠ مليار يورو.
وأوضح السفير الألماني أن ما يجري " هو حرب بين روسيا وأوكرانيا وليس صراعا بين روسيا والناتو".. مشددا على أن الاتحاد الأوروبي يفعل كل شىء للإحجام عن الدخول في صراع.
واعتبر السفير الألماني أن " الأسوأ لا يزال لم يأت بعد " في ضوء ما نشاهده على الأرض في أوكرانيا خاصة القصف الأخير لماريوبول.
وشدد السفير على أن كافة التداعيات الاقتصادية والمالية والإنسانية والسياحية التي يشهدها العالم حاليا ناجمة عن الحرب التي تشنها روسيا وليست نتيجة للعقوبات التي تم فرضها عليها.
من ناحيته.. أكد سفير بولندا عدم صحة ما تقوله روسيا من أن هذه الحرب جاءت بسبب التطهير العرقي ضد الأقليات في دونباس، وكذلك مزاعم وجود أسلحة بيولوجية في أوكرانيا.
وقال إن روسيا "تنتهك القانون الدولى ما دفع دول العالم للتنديد بالعدوان والحرب الروسية" حسب قوله، مشيرا إلى عدم صحة ما يتردد بشأن تمييز السلطات الأوكرانية بين النازحين الأوكرانيين والنازحين من أصول أخرى عند عبورهم الحدود الأوكرانية" بحسب قوله.
وأكد سفير بولندا بشكل قاطع أن بلاده لم ولن تمارس أي تمييز عرقي أو ديني ضد اللاجئين والنازحين.. موضحا أن سفارات الدول الأحنبية التي لها رعايا في أوكرانيا ومن بينها السفارة المصرية قامت بواجبها لإعادة هؤلاء المواطنين إلى دولهم.
وأشار إلى أن السفارة المصرية ببولندا قامت بإجلاء ما يزيد عن ألف شخص.. موضحا أن بلاده استضافت بالإضافة إلى 2 مليون نازح أوكراني الآلاف من رعاية الدول الأفريقية والهند والعديد من الجنسيات والذين يتم منحهم حق البقاء لمدة ١٥ يوما على أراضيها حتى في حالة عدم حملهم لاوراقهم الرسمية وذلك تمهيدا لقيام سلطات بلادهم لاعادتهم.
وأكد السفراء الأوروبيون خلال اللقاء خطورة ما أطلقوا عليه "الابتزاز بالتهديد النووي والتهديد بحرب عالمية ثالثة وهو ما يهدد النظام العالمي بأسره".
وأوضح السفراء أن مصر ك دول العالم جميعا ستتأثر بتلك الحرب، معتبرين أن الحل يكمن في التوصل إلى تسوية عبر الجلوس على مائدة المفاوضات.