قال الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إن تُراثُنا يزخر ب القيمِ الحضاريةِ التي لا يمكنُ تجاوُزُها، حيث يهتفُ الواقعُ بمثلِ هذه القيمِ لمعالجةِ العبثِ البادِي في الحياةِ المعاصرةِ من خلالِ تشويهِ الوعيِ تُجاه الدينِ و الوطنِ واللغةِ والهُويّة، والتي صارت تستهدفُ شرائحَ المجتمعِ بفئاتِهِ العُمريّةِ المختلفةِ.
وأضاف الدكتور يوسف عامر، خلال كلمته في المؤتمر الذي عقدته كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بإيتاي البارود، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان " قضايا التراث العربي والحضاري.. التحديات والآمال": “يقعُ على عاتقنا نحن أبناءَ الأزهرِ الشريفِ، واجبَ النّفْرةِ تُجاه الوعيِ الرشيد، ويتضاعفُ ويتزايدُ في ظلِّ الهجماتِ المتلاحقةِ التي تأتي من هنا وتَفِدُ من هناك، هذا بجانبِ تجليةِ القيمِ الحضاريةِ التي يفيضُ بها تُراثُنا”.
وتابع: "أَقترحُ أنْ يَخرُجَ عنْ هذَا المؤتمرِ مشاريعَ عملٍ تَطبيقيّةٍ تُنفّذُها هذِهِ الكليّةُ بشَراكَةٍ معَ غَيرِها ومعَ مَن لهمْ عَلَاقةٌ بهذِهِ المشاريعِ، وذَلكَ مِن أجلِ المساعدَةِ علَى تحقيقِ الإفادة من التراث العربي والحضاري والحفاظِ عليه الغايةُ التي عُقِدَ مِن أجلِها هذَا المؤتمرُ، وقدْ تَرَوْنَ أنَّ المشاريعَ الآتيةَ تُمثّلُ أهميةً في هذا الموضوع:
- إعدادُ موسوعةٍ في السيرة النبوية، بلغةٍ سهلةٍ وبأسلوبٍ مباشرٍ وبقراءةٍ حضاريةٍ واعيةٍ تعالجُ قضايا الواقعِ المعيشِ ومستجداتهِ.
- تَطويرُ مناهِجَ تعليمِ اللغةِ العربيةِ في المعاهِدِ الأزهريَّةِ من حيثِ المحتوى والإبداعِ في قراءتِها.
- تَطويرُ مناهِجَ تعليمِ اللغةِ العربيةِ في كليات جامعة الأزهر.
- إعدادُ مختصراتٍ لكتب السنةِ، وذلك بقراءتها قراءةً جديدةً من حيثِ المدخلِ اللغوي، وإذا كان عالمُ المصرياتِ الفرنسي «شامبليون» فكّ رموزَ حجرِ رشيد فإنَ اللغةَ العربيةَ تستطيعُ الآن أن تكون الأداةُ الأولى في كشف غموضِ كثيرٍ من قضايا التراثِ العربي والحضاري، وإعادةِ قراءةِ العلومِ المتعلقةِ بالكتاب والسنةِ المشرّفةِ.
- القراءةُ الواعيةُ للفكر النقدي الذي يمتازُ به تُراثُنا العربي والحضاري.
- إعدادُ معاجمِ اللغةِ المتخصصةِ التي تَخرجُ باسم الأزهرِ الشريف، وتحافظُ على المصطلح الشرعي وتُحدّدُهُ في ضوء منهج الأزهر الوسطي، فالمصطلحُ الشرعي هو أساسُ فهمِ النص، وقد كان لي تجربةٌ شخصيةٌ في إعداد «معجم الأزهرِ للألفاظ والمصطلحاتِ الشرعية» وأُعدّ منه الإصدارُ الأول، تناول عددًا من مصطلحات القرآن الكريم التي يحتاج إليها الكثيرُ من طلاب العلم والمتخصصون في كافة العلوم.
- ابتكارُ برامجَ حاسوبيةٍ في جميع فروعِ اللغةِ العربية تساعدُ في تعلم اللغة.
- ابتكارُ برامجَ حاسوبيةٍ تساعدُ في المحافظة على تراثنا العربي والحضاري.
- إعدادُ برامجَ إلكترونية ومناهجَ مُحدّدَةِ المستوى لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
- تدشينُ مبادرةٍ باسم «فصيحةٌ مضبوطةٌ بالشكل.. لا للفرانكو آراب» تحثُّ على الكلام بالفصحى وكتابتِها مضبوطةً بالشكل، والكتابةِ بها على وسائل التواصل الاجتماعي، والحرصِ على تنشئة أبنائِنا تنشئةً لغويةً صحيحةً بعيدةً عن هذا المسخِ المسمى بلغة «الفرانكو آراب» المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن لا يجب ألا ننسى أنّ تراثَنا العربي والحضاري وقفَ الآخرُ أمامَه وقفةَ إجلالٍ وإكبار، وأثّرَ هذا التراثُ في ثقافته وفكره وحياته.