الأمم المتحدة تدعو للحوار.. والعملية العسكرية الروسية مستمرة فى أوكرانيا

الأمم المتحدة تدعو للحوار.. والعملية العسكرية الروسية مستمرة فى أوكرانياالعملية العسكرية الروسية

منذ بداية الأزمة الراهنة في أوكرانيا، و الأمم المتحدة لها دور ملحوظ، فقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في اليوم الأول التي شنت فيه روسيا العملية العسكرية على أوكرانيا، أن الأمم المتحدة تدعم وحدة أراضي أوكرانيا، جاء ذلك خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضح جوتيريش، أن العالم أمام لحظة خطر بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، مؤكدا أن الأمم المتحدة ترفض ما يخالف احترام سيادة أوكرانيا.

وأكدت الأمم المتحدة أن تصاعد الأعمال القتالية في أوكرانيا يعرض سلامة ورفاهية ملايين الأطفال للخطر، كما دعت اليونيسف جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها الدولية لحماية الأطفال من الأذى، وضمان تمكين الجهات الإنسانية الفاعلة من الوصول بسرعة وأمان إلى الأطفال المحتاجين.

متحدون من أجل السلام


عقدت الأمم المتحدة جلسة تاريخية لمناقشة الوضع في أوكرانيا، حيث افتتح رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، مندوب المالديف، عبد الله شاهد، الجلسة الحادية عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ بدا أن هناك تهديدا للسلام أو أن هناك عملا من أعمال العدوان ولم يتمكن مجلس الأمن من التصرف.

ودعا رئيس الجمعية العامة إلى وقف إطلاق النار، مطالبا جميع الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والعودة الكاملة للدبلوماسية والحوار.

يشار إلى أن ميثاق الأمم المتحدة، الذي تمت صياغته بعد الحرب العالمية الثانية بوقت قصير، يقوم على مبدأ المساواة في السيادة، وهو يحدد عالما تحل فيه الدول الأعضاء نزاعاتها الدولية بالوسائل السلمية، دون التهديد باستخدام القوة أو استخدامها بالفعل مثلما فعلت روسيا مع أوكرانيا، فيتضح لنا أن الهجوم العسكري المستمر لا يتفق مع هذا، ويجب احترام القانون الإنساني الدولي.

الحرب ليست هي الحل


جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أمام الجمعية العامة ضرورة أن يتوقف القتال في أوكرانيا، مشيرا إلى أن القصف الصاروخي والجوي الروسي يستهدف المدن الأوكرانية ليلا ونهارا.

وقال الأمين العام: "لقد طفح الكيل، يتعين على الجنود العودة إلى ثكناتهم، وعلى القادة التوجه نحو مسار السلام، يجب حماية المدنيين، يجب التمسك بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، يجب احترام سيادة أوكرانيا واستقلالها والسلامة الإقليمية، داخل حدودها المعترف بها دوليا، بما يتماشى مع قرارات الجمعية العامة"، مشيرا إلى فرار ملايين من الأوكرانيين بالفعل عبر حدود البلاد، وفقا لمفوضية شؤون اللاجئين.

وأضاف جوتيرش: "الحرب ليست الحل، إنها تسبب الموت والمعاناة الإنسانية والدمار الذي لا معنى له وتشتيت الانتباه عن التحديات الحقيقية التي تواجه البشرية مثل أزمة المناخ والعديد من التحديات الملحة في القرن الحادي والعشرين.. نحن بحاجة إلى السلام الآن".


جهود أممية مستمرة


خصصت الأمم المتحدة 20 مليون دولار من الصندوق المركزي لدعم عمليات الطوارئ على طول خط التماس في شرقي أوكرانيا، وفي أجزاء أخرى من البلاد.
وعينت الأمم المتحدة، أمين عوض السوداني، منسقا لها في غضون الأزمة في أوكرانيا، وإطلاق نداءين طارئين منسقين، لمساعدة أوكرانيا.


ودعا الأمين العام جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بالسماح بحرية حركة العاملين في المجال الإنساني وتيسير المرور الآمن والسريع دون عوائق للإغاثة الإنسانية، وحث المجتمع الدولي على حشد الدعم لتمويل النداءين الأمميين بغرض تلبية احتياجات جميع الذين نزحوا بسبب هذه الأزمة، وكذلك الفئات الضعيفة الأخرى، التي ستزداد أعدادها مع تصاعد القتال.


ورحب المسؤول الأممي الأرفع بكل الجهود السلمية الرامية لإنهاء إراقة الدماء ووقف هذا الصراع، معربا عن شكره للدول التي عرضت استضافة المفاوضات وتسهيلها، مؤكدا استعداد الأمم المتحدة لدعم هذه الجهود.


الأبعاد الكارثية لوقوع حادث نووي


وناقش مجلس الأمن الدولي، في جلسته بشأن أوكرانيا، تطورات العملية العسكرية الروسية، حيث أبلغت أوكرانيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن القوات الروسية قد فرضت سيطرتها على موقع محطة زابوريجيا للقوى النووية.

واستمع المجلس إلى إحاطات من وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، وبناء السلام، روزماري ديكارلو، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل ماريانو جروسي.

وأشارت مسؤولة أممية إلى أن أوكرانيا تعرف جيدا الدمار الذي يمكن أن يسببه حادث نووي كبير، قائلة: "تعتبر كارثة تشيرنوبيل التي وقعت في عام 1986 مثالا دائما على أهمية ضمان أن تتمتع جميع محطات الطاقة النووية بأعلى معايير السلامة والأمن".

من جانب أخر، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن استعداده للسفر إلى محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية (NPP) لضمان الالتزام بسلامة وأمن جميع محطات الطاقة النووية في أوكرانيا من أطراف النزاع في البلاد.

دعونا نحل نزاعنا مثل الدول المتحضرة


في اليوم الثاني عشر من الأزمة في أوكرانيا، سعى أكثر من 1,5 مليون لاجئ إلى الأمان عبر حدود البلاد، وقال أنطون كورينيفيتش، الممثل الدائم لرئيس أوكرانيا، في خطابه الافتتاحي في محكمة العدل الدولية داخل الأمم المتحدة: "ألقوا سلاحكم وقدموا دليلكم".

وأضاف كورينيفيتش: " أوكرانيا تحترم هذه المحكمة وتنفذ أوامرها، يجب على روسيا أن تفعل كذلك، لكن إذا لم تعد روسيا إلى القانون الدولي بمفردها، فإن المحكمة لديها سلطة التصرف".

وأكد محامون دوليون أن الهجوم الروسي حول المعاهدة العالمية إلى قصاصات ورق ملونة، على الرغم من توقيعها على النص.

يذكر أن أوكرانيا أوضحت أمام المحكمة أن ادعاء روسيا بأنه من واجبها التدخل لمنع مذبحة الأشخاص في دونيتسك ولوجانسك كان "سخيفا"، مشيرين إلى أن روسيا لم تقدم أي دليل يدعم مزاعمها بشأن وقوع إبادة جماعية ضد ما يقرب من أربعة ملايين شخص ناطقين بالروسية في دونيتسك ولوجانسك.

يشار إلى أن روسيا أوضحت في رسالة عدم المشاركة في الإجراءات الشفوية أمام المحكمة الدولية.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2