أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي في العديد من الدول، حيث ارتفعت الأسعار بشكل مبالغ فيه، فكل شيء تحرك للأمام، بداية من البنزين وحتى الغذاء.
قفزت الأسعار في أوروبا منذ الأسبوع الثالث من الحرب، حيث تعيش القارة الأوروبية هذه الأيام وضعا اقتصاديا صعبا، نتيجة تضخم ومشاكل في سلاسل التوريد، حركتهما جائحة كورونا، وفاقمتهما الحرب في أوكرانيا.
ارتفاع أسعار السلع الأساسية
أعلنت وزارة الاقتصاد الروسية، أن موسكو سوف تعلق صادراتها من القمح والشعير والذرة، إلى دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، التي تضم أرمينيا، وبيلاروس وكازاخستان، وقيرغيزستان، حتى 31 أغسطس المقبل، وذلك في خطوة لتأمين سوقها المحلية بما يكفي من الغذاء، فارتفعت أسعار القمح والذرة إلى أعلى مستوياتها في أوروبا، وكذلك أسعار فول الصويا وزيت النخيل.
يشرا إلى أن روسيا وأوكرانيا أول ورابع أكبر مصدرين للقمح في العالم على التوالي، وسادس ورابع مصدرين للذرة.
24 % زيادة أسعار المواد الغذائية
ولذلك قفزت أسعار المواد الغذائية في فبراير 2022، بنسبة 24% عما كانت عليه في الفترة نفسها من العام السابق بقياس نسبة الارتفاع على أساس سنوى، وفى مقدمتها الزيوت النباتية ومنتجات الألبان، حسبما ذكر تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في بداية الشهر الجاري، والذي أكد أن الارتفاع في الأسعار بلغ نسبة 4٪ على أساس شهري.
ومن المتوقع أن يعاني مستوردون السلع في أوروبا لفترة أطول، طالما الصراع الروسي والأوكراني مستمر، وذلك يؤثر على القوة الشرائية للمستهلكين، وفق مؤسسة "تريدوس" لإدارة الاستثمارات.
ارتقاع أسعار الوقود
كان قرار الولايات المتحدة بحظر واردات النفط الروسي، من أكبر القفزات في أسعار البنزين في بعض محطات الخدمة في جميع أنحاء أوروبا، ما دفعها في بعض الحالات إلى أكثر من 2 يورو للتر (8.25 دولار للجالون).
وواجهت أوروبا ضررًا كبيرا لمستوى المعيشة، بسبب ارتفاع سعر النفط الخام في الأسواق العالمية.
5.8 ٪ زيادة فى التضخم في منطقة اليورو
وسعى البنك المركزي الأوروبي إلى إثبات قدرته لكبح جماح التضخم في منطقة اليورو الذي قفز إلى أعلى من المتوقع، حتى وصل إلى 5.8٪.
ألمانيا.. 28٪ ارتفاعا فى أسعار الديزل
قال جونثر شنابل، أستاذ الاقتصاد بجامعة لايبزيج الألمانية: "هناك ضغط طبيعي على البنوك المركزية للإبقاء على توقعات التضخم منخفضة، لكن البنوك تخاطر في الوقت نفسه بفقدان المصداقية".
وقدرت منظمة السيارات الألمانية (ADAC) أن أسعار الديزل ارتفعت بنسبة 28٪ في ستة أيام، وارتفعت أسعار زيت التدفئة، فبالنسبة لهذه الدول الباردة زيت التدفئة ضروري لأي منزل.
البرتغال.. أفقر دولة في أوروبا الغربية
تعتبر البرتغال أفقر دولة في أوروبا الغربية مع 10٪ من السكان يتقاضون حدا أدنى للأجور يبلغ 705 يورو.
وبالرغم من ذلك سارع سائقو السيارات في البرتغال لملء الخزانات ب البنزين قبل أي ارتفاع في الأسعار، حيث تكلف سيارة بخزان سعة 50 لترًا، 91 يورو لملء السعة كاملة، ولكن سرعان ما تزايدت الأسعار، فهل يبقى الحال على ما هو عليه؟
أسبانيا.. اختفاء زيت عباد الشمس
أوقفت بعض محلات السوبر ماركت الإسبانية، مبيعات زيت عباد الشمس، لأنه يأتي من أوكرانيا، حيث يميل الأفراد للشراء بكميات كبيرة خوفا من اختفاء المنتج من الأسواق.
إيطاليا.. أزمة اللاجئين عبء كبير
قالت وزارة الاقتصاد الإيطالية: "ارتفاع أسعار الطاقة وما تلاه من ارتفاع في التضخم يمثلان خطرا قويا على الرفاهية الاقتصادية للمواطنين"، وبخلاف الأسعار والتضخم والواردات النفطية، فإن هناك أزمة أخرى خلقتها الحرب في أوكرانيا، وتشكل عبء كبير على اقتصاد وموازنات الدول الأوروبية، وهي أزمة اللاجئين.