"كوكب الشرق" كلمة السر في معرض كتاب الحبيب بورقيبة، صوتها يشدو في قلب تونس منذ بداية مارس الجاري لتدخل مصر في أعماق شارع القائد التونسي الحبيب بورقيبة، لتجتمع عظمة "الفن المصري والكفاح السياسي التونسي"، بينهما معرض الكتاب الرمضاني الذي يقام كل عام في منتصف شارع الحبيب بورقيبة قبيل شهر رمضان المبارك.
وأجري موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط ب تونس جولة في معرض الكتاب الرمضاني الذي يمتد من ميدان الساعة وحتى باب بحر بشارع القائد الحبيب بورقيبة يحتضنهما صوت "أم كلثوم".
وقال فريد السعيداني مدير دار ثقافة ابن خلدون والمنسق العام للأنشطة الثقافية واللقاءات الأدبية بمعرض مدينة تونس للكتاب إن معرض الكتاب هذا العام له طبيعة خاصة باعتبار مصر شريكا أساسيا، خاصة في العروض التي يتم تقديمها.
وأضاف أنه يتواجد في المعرض من مصر أكثر من 5 فرق منها: الموسيقية والعرائس والفنون الشعبية، موضحا أنه يتم تقديم عروض كبيرة على مدار أيام المعرض، موضحا أن هذه العروض تحظى بإقبال كبير من الشعب التونسي لتشوقهم للفن المصري ويرجع ذلك لنشأتهم على أفلام فريد شوقي ومحمود المليجي وسعاد حسني وعبد الحليم حافظ.
وفي السياق، قال الحبيب العرقوبي مدير معرض مدينة تونس للكتاب للدورة العاشرة إن الطرب المصري عنصر رئيسي لمعرض شارع الحبيب بورقيبة خاصة أم كلثوم وعزيزة جلال ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وعبد الحليم حافظ نظرا لحب الشعب التونسي للطرب المصري، مشيرا إلى أن الأجيال السابقة نشأت على الأفلام المصرية واللهجة المصرية، ولكن تستحوذ أم كلثوم على النصيب الأكبر من الأغاني لجمال الموسيقي.
وأضاف أن النغم المصري موجود على المسارح التونسية مثل معرض العرائس داخل مدينة تونس خاصة مدينة الثقافة وهذه العروض تحظي بإقبال كبير خاصة الأطفال بسبب تقدم مصر في هذا المجال، لافتا إلى أن مصر تتربع على عرش الثقافة العربية في جميع أنواعها خاصة الشعر والمسرح الذي يحمل طابعا عربيا أصيلا، وهذا الفن يؤثر ولا يتأثر مما يجعل بقاءه العمود الفقري للثقافة العربية.
وأشار إلى أن معرض شارع الحبيب بورقيبة هو امتداد لمعرض الكتاب القادم المقرر انطلاقه في مايو المقبل، حيث وضعت الدولة التونسية برنامجا كبيرا في كل الولايات التونسية من أجل عودة الكتاب إلى المواطن التونسي، موضحا أن الثقافة عنوان تقدم الشعوب.
ومن جانبه، قال شاكر الشيخي المندوب الجهوي للشئون الثقافية بوزارة الثقافة إن معرض الكتاب الرمضاني هذا العام يختلف بشكل كبير عن السنوات الماضية نظرا لتعدد الأنشطة والندوات التي يتم عقدها في منتصف شارع الحبيب بورقيبة.
وأضاف أن الأطفال التونسيين هذا العام لهم النصيب الأكبر من العروض من خلال العروض المسرحية والشعرية، والرسم والمسابقات الفكرية، موضحا أن وزيرة الثقافة شددت على الاهتمام بالأطفال والنشء هذا العام، حيث تم عرض عدد كبير من الكتب الخاصة بالأطفال.
وأوضح أن الثقافة المصرية كانت حاضرة بشكل كبير هذا العام من خلال عروض العرائس المصرية للأطفال والكبار، مشيرا إلى أن هناك حالة تناغم بين الثقافة المصرية والتونسية خاصة في السينما والمسرح والعروض الشعبية التي تحظى بإقبال كبير من الشعب التونسي.