أسيوط والأسايطة والميراث المر!

الرأى28-3-2022 | 08:24

ذهبنا إلى أسيوط فى مهمة مزدوجة، الأولى كانت تلبية لدعوة كريمة من د. طارق الجمال، رئيس الجامعة، للمشاركة فى ملتقى «أسبوع الشعوب» والذي يعقد للعام الثاني بالجامعة تحت شعار "الشعوب ضد التطرف والإرهاب" وبمشاركة وفود شبابية من ٣٠ دولة عربية وإفريقية.

والثانية مهمة عمل خاصة بالمؤسسة وهي الاتفاق على بروتوكول تعاون بين دار المعارف وجامعة أسيوط، حيث نسعى ومنذ عدة شهور لتوسيع وتعميق التعامل مع الجامعات المصرية بالمحافظات المختلفة، فى محاولة جادة لتضافر الجهود وتكامل النشاط؛ نظرًا لوحدة الأهداف والنتائج المرجوة والمتوقعة.

وقد كان الملتقى فرصة جيدة للالتقاء بمجموعة كبيرة من القيادات والخبرات المصرية فى مجالات متعددة منهم اللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، واللواء محب حبشي، قائد المنطقة الجنوبية العسكرية، ود. شحاتة غريب، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب ورئيس الملتقى، كوكبة محترمة من أعضاء مجلس الشيوخ والفنانين والقيادات المحلية.

ولكن ما لفت نظري هذا الحجم الضخم من الطلاب والموظفين بالجامعة، حيث تضم ١٠٠ ألف طالب وحوالى ٣٠ ألف موظف، ومع ذلك تحتل مرتبة متقدمة بين الجامعات المصرية والعربية فقد أنشئت عام 1957 وخرّجت أجيالا وراء أجيال، يتولى الكثير منهم حاليًا مناصب كبرى ومسئوليات جسام، أما الأسايطة فهم الشطار فى التجارة والاستثمار ولكن خارج أسيوط، ويتردد أن حوالي ١٥% من الإيداعات بالبنوك تخص الأخوة الأسايطة!

وقد حكى لنا أحد الأسايطة الثقات أن أسيوط مازالت تعاني من ميراث مر يتوارثه الخلف عن السلف وهو (حتمية) الأخذ بالثأر وبصرف النظر عن درجة التعلم أو أهمية الوظيفة، إلا من يرحمه ربه ويقبل أهل المجني عليه الصلح والسماح له بعد لجان ومفاوضات مضنية أن يتقدم لهم حاملا كفنه أمام جمع غفير، ثم ولأنهم أهل مقدرة، يعفون عنه وبشروط صارمة ممنوع مخالفتها حاليا أو مستقبلا!، وهذا الميراث المر يمنع الكثير من الأسايطة من أصحاب القدرات المالية من الاستثمار تحسبا لانقلاب الأحوال على أهون الأسباب.

كما أن هناك مساحات زراعية ضخمة متروكة ومهملة بسبب الخوف من الانتقام، بسبب هذا الميراث المر «الثأر».

أضف تعليق