قرار أممي يواجه «الإسلاموفوبيا»

قرار أممي يواجه «الإسلاموفوبيا»حسين خيرى

الرأى29-3-2022 | 21:22

صدر قرار أممي ينصف المسلمين، ولم يلفت انتباه الكثيرين برغم أهمية دلالته، وذلك لما يشهده العالم من ويلات الحرب الروسية الأوكرانية. ففى مطلع الأسبوع الماضى قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع تحديد يوم 15 مارس من كل عام يوما عالميا لمكافحة "الإسلاموفوبيا".

ويأتي القرار بناء على طلب تقدمت به باكستان ، ويعد مؤشرا حول رغبة بعض المراقبين الدوليين فى تخفيف نبرة شيطنة المسلمين والتي نهجتها أمريكا منذ أحداث 11 سبتمبر ، وإعلان القرار كمن يلقي بحجر وسط مياه راكدة.

وفى ذات الوقت بمثابة جرس إنذار تجاه تصاعد سياسة التنمر ضد المسلمين السائدة فى العالم، وصارت عدد من الحكومات الغربية تضعها من بين أولويات برامجها، وتوضح فيها سبل وآليات معاداة المسلمين كمنع ارتداء الحجاب، ولا يدركون أنهم فى خضم جذوة عدائهم يغيب عنهم تواجد أعداء بينهم من بني جلدتهم يتربصون بهم.

وأصحاب الفكر اليميني المتطرف مثلهم كمثل من يصب الزيت على النار، حتى تتمدد روح العداء فى أوصال المجتمع، وسرعان ما تنال من استقرارها وأمنها، وهؤلاء دون أن يدركوا يصرفون نظر مؤيديهم عن مشاكل أكثر تعقيدا، ويبرز من بينها انتشار الجريمة والتوسع فى حمل السلاح، وتشغلهم كذلك عن كارثة ثانية وهي نقص المواليد التي تهدد استمرار كيان الغرب.

وتخرج إشادة صادمة من مفكر فرنسي أمام الهجمة الحديثة الشرسة ضد مسلمي فرنسا، ويعترف الفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفراري والمعروف بإلحاده بأن الإسلام يقدم نظاما متحررا من المادية، ويردف قائلا: إنه مهما كان تطرف رأي الآخر: فهؤلاء الناس المسلمون يعتنقون فكرة مثالية وروحانية، ويضيف أن المسلمين لديهم أخلاق الشرف.

وأوراق التاريخ تزخر بفصول عن نماذج تبين وصفه بأخلاق الشرف، وعلى رأسها يكون التراحم بين المسلمين وأصحاب العقائد الأخرى، وبرغم أننا لسنا بصدد الحديث عن ثوابت الإسلام وضوابطه الخاصة باحترام حرية العقيدة، لكن تجدر الإشارة إلى التذكير بواقعة مشاركة الصحابة فى تشييع جنازة النصرانية أم الحارث بن أبي ربيعة، وكانت فى عهد النبي.

ولست مع منتقدي قرار الجمعية العامة والذين يقزمون شأنه، ويقدمون الدليل على أنه قرار دبلوماسي، وهذا طبقا لنص الخبر المتداول فى المواقع الغربية ومنها تقرير "فرنسا24"، وتذكر فيه أن القرار غير ملزم، ويحث على تشجيع الحوار العالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح.

ونلتمس فى هذا القرار الأممي حسن النوايا ومحاولة لتضميد بعض جراح الهجمة اليمينية المتطرفة والشرسة ضد الإسلام و المسلمين والمستمرة منذ بداية القرن الـ 21، ولم تمنعها أجواء الحرب الروسية الأوكرانية.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2