يعتبر شهر رمضان من الشهور المحببة التي تهذب الروح وتقرب الي الله عز وجل فصيام رمضان له فوائد روحانية وصحية كثيرة حيث يحمي الجسم من الأمراض ويعزز الصحة وتقول الدكتورة هاجر فريد باحث بقسم التغذية و علوم الأطعمة بالمركز القومى للبحوث أن تتجدد نية المسلمين فى كافة أرجاء الأرض ب الصيام مع ثبوت رؤية هلال شهر رمضان المبارك من كل عام هجرى. فهو بمثابة شحن روحى للمسلمين حيث أن فيه ليلة القدر التى هى خير من الف شهر و التى يترقبها المسلمين فى العشر الأواخر من رمضان ليغتنموا من كنوز الحسنات فى هذه الأيام. و لا سيما فان صيام هذا الشهر الكريم هو ايضا مفيد للجسم و يخلصه من السموم المتراكمة و هو ما أكدته الدراسات اليابانية الحديثة عن أثر تجويع الجسم نحو 12 ساعة يوميا على صحة البدن.
و لمعرفة الله تعالى بشهوات الأنسان كما أشارت د. هاجر أن الطعام أحد هذه الشهوات فحكمته سبحانه و تعالى تتجلى فى تشريع الصيام و هى من باب ضبط قدرة الأنسان فى التحكم فى هذه الشهوة.
قال تعالى فى سورة الأعراف
" يا بنى أدم خذوا زينتكم عند كل مسجد و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" و قد فرض صيام شهر رمضان على كل مسلم ليس لديه أى موانع صحية إلا أن الصيام فى باقى شهور العام سنة محببة عن الرسول ص
حيث حثنا عليه خاصة فى شهر شعبان. و لعل ذلك يساعدنا للتعود على الصيام قبل دخول الشهر الكريم اقتداءا بالرسول ص حيث أن أكثر شهور العام صياما للرسول من غير الفريضة كان شهر شعبان حيث ترفع أعمال العام كله الى السماء و أخبرنا عن باب الجنة المسمى بباب الريان و الذى لا يدخل من خلاله الا الذين اعتادوا على الصيام فى الدنيا.
كما أوضحت د. هاجر
إن الصيام هو الأمتناع عن الأكل و ما يصاحبه من تناول المواد المنبهة كالشاى و القهوة و السجائر طوال فترة نهار رمضان من الفجر و حتى المغرب و يصحب ذلك أعراض إنسحاب لهذه المواد من الجسم منها الصداع و الإجهاد و الشعور بالتعب و الخمول و الرغبة فى النوم. تستمر هذه الأعراض لعدة أيام. مدة هذه الأيام طالت أو قصرت يعتمد على ما بالجسم من سموم ثم يبدأ الجسم فى التعود على الصيام.
كما أشارت د. هاجر إن الصيام فرصة لتحسين مستويات السكر فى الدم و تقليل الوزن الزائد إلا ان عملية التخلص من الدهون المتراكمة يكون بطئ لكنه مؤكد فى حالة الحفاظ على تناول افطار و سحور صحى غنى بالخضروات و الفاكهة و على الأخص التمر و الخضروات الورقية و الحبوب و البقوليات و منتجات الألبان و بعيدا عن الاكثار من النشويات كالأرز و المكرونة و العيش و خاصة الخبز المصنع من الدقيق الأبيض (الفينو و الشامى) و الحلويات و العصائر المحلاة و المياه الغازية و استبدالها بالمياه العادية.
إن الامتناع عن الأكل اثناء فترة الصيام يعطى الجهاز الهضمى و باقى أجهزة الجسم فترة من الراحة تمكنه من إستعادة نشاطه مرة أخرى فيكون الجسم بذلك على أتم استعداد لصد أى هجمات فيروسية أو بكتيرية على الجسم و هو ما نحن أحوج اليه فى هذه الفترة فى ظل جائحة كورونا خاصة و أن رمضان هذا العام يأتى فى فترة انتقالية من أكثر الفترات فى انتشار العدوى و الأمراض بين الصيف و الشتاء.
لذا ادعو الله أن يعيننا على الصيام بالشكل الذى يعود علينا جميعا بالنفع الروحى و الجسدى و أن يتقبل منا جميعا صالح الأعمال و كل عام و جميع المسلمين بخير.