سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأحد، الضوء على تصريحات نائبة وزير الدفاع الأوكراني حنا ماليار الأخيرة بنجاح القوات المسلحة الأوكرانية في استعادة السيطرة على العاصمة كييف بما في ذلك عدة بلدات بالقرب منها.
وقالت ماليار، في منشور لها بموقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي،كانت قد نشرته قبل ساعات، انه "تم تحرير إيربين وبوتشا وهوستوميل ومنطقة كييف بأكملها من الغزاة" ، في إشارة إلى مدن الضواحي بشمال العاصمة، كما نشرت قوات الشرطة الوطنية الأوكرانية مقطع فيديو تم تصويره في بوتشا وهوستوميل، وهي بلدتان تقع بالقرب من مطار رئيسي سعت القوات الروسية للسيطرة عليه، يظهر انتشار فرق الشرطة الأوكرانية في عربات مدرعة تقوم بدوريات في الأحياء التي تعرضت للقصف الروسي ، بما في ذلك المباني والسيارات المدمرة.
وتعليقا على ذلك، قالت "فاينانشيال تايمز"، في سياق تعليق نشرته عبر موقعها الرسمي، إن روسيا سحبت قواتها من محيط كييف في الأيام الأخيرة بعد فشلها في اختراق الدفاعات الأوكرانية، في حين قال مسئولون أوكرانيون إن روسيا تعيد تركيز هجومها على منطقة دونباس - حيث دعمت انتفاضة انفصالية في "جمهوريتين" انفصاليتين في عام 2014 - ومدينة خاركيف ومناطق أخرى في شرق البلاد.
بدوره، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب ألقاه مساء الأمس عبر تقنية الفيديو كونفرانس، القوات الروسية بتلغيم الأراضي الواقعة خلفها أثناء انسحابها، وقال: "في شمال بلادنا، الغزاة يغادرون ببطء ولكنه ملحوظ، وفي بعض الأماكن يتم طردهم بالقتال، وفي أماكن أخرى، ينسحبون من الأراضي بأنفسهم، لكنهم يزرعون الألغام داخل المنازل والمعدات وحتى جثث الموتى، في المقابل أكدت روسيا هذا الأسبوع أنها قلصت نشاطها العسكري بالقرب من كييف ومدينة تشيرنيهيف الشمالية لتركيز جهودها على السيطرة على نهر دونباس.
مع ذلك، أكدت ال فاينانشيال تايمز أنه لا يمكن التحقق من المزاعم الأوكرانية والروسية بشأن الأعمال العسكرية بشكل مستقل، وقالت إن إعلان أوكرانيا عن تقدمها العسكري جاء في الوقت الذي نفت فيه مولدوفا مزاعم الجيش الأوكراني، بوجود قوات روسية تحتشد في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا وتتحرك لشن هجوم محتمل يمكن أن يفتح جبهة أخرى في الحرب.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إنها تعتقد أن القوات المتمركزة في الجمهورية التي تحتلها روسيا ، والتي أعلنت نفسها بنفسها والمتاخمة لجنوب غرب أوكرانيا وتقع بالقرب من ثالث أكبر مدينة أوكرانيه وهي أوديسا، كانت تستعد لتنفيذ "استفزازات" "على طول الحدود، لكن كلاً من مولدوفا والسلطات الانفصالية في ترانسنيستريا نفت ذلك، حيث قالت سلطات العاصمة المولدوفيه كيشيناو إنها "تراقب عن كثب الوضع الأمني في المنطقة"!.
وأبرزت الصحيفة البريطانية، في ختام تعليقها، أن تهديد دخول القوات الروسية المتمركزة في ترانسنيستريا في الصراع الأوكراني مثل مصدر قلق للسلطات المولدوفيه، التي تكافح أيضًا للتعامل مع أكبر تدفق للاجئين الأوكرانيين داخل بلادها.