فى فترة الحرب العالمية الثانية.. من عام 1939 حتى عام 1945 تضمنت أفلام السينما المصرية رسائل عديدة كلها كانت تشير إلى اقتراب الخلاص من الاحتلال الإنجليزى على يد جيش مصر وعمالها.. فى فيلم الورشة من إنتاج وبطولة عزيزة أمير السينما المصرية تبشر بدور للجيش المصرى فى خلاص الأمة.. فى عدة مشاهد ظهر فيها بطل الفيلم (المهندس).. محمود ذو الفقار فى حديث مع ضميره.. تستمع فيه إلى نصيحة تدعوه إلى التطوع فى الجيش المصرى..
عدة مشاهد ظهر فيها شباب فى المقاهى وفى الحانات لاهين لا يشعرون بأى دور.. رسالة إلى كل من كان يدير ظهره لاحتياجات الوطن مشغولاً بملذاته الشخصية.. انتبه..
الوقت الضائع فى اللهو على المقاهى أو فى الحانات مع كئوس الخمر والمخدرات.. ولا أكون متجاوزًا لو قلت إن إرهاصات حركة الجيش فى ثورة 23 يوليو 52 استشعرتها السينما فى بداية الأربعينيات ربما قبل تكوين تنظيم الضباط الأحرار.. وأظهرت السينما الضابط بصورة تجعله قريبًا جدًا من الناس.. وفى فيلم دائمًا فى قلبى يظهر الضابط بملابسه الرسمية فى مشاهد مع بطلة الفيلم (عقيلة راتب) فى صورة قريبة جدًا متجاوزًا الرسميات وإن كان الضابط الذى ظهر كان يعمل بالبحرية التجارية وليس الجيش.
وفى خط موازٍ تقريبًا.. أظهرت السينما تقديرًا للعامل المصرى فى أكثر من فيلم، وفى فيلم الورشة ظهر صاحب العمل الوطنى الذى يقدر العمال.. صاحب عمل يعترف بحق أسرة عامل فقدته أسرته فى مهمة عمل.. فى الحصول على تعويض.. وظهر العامل المصرى.. محمود الميكانيكي فى فيلم المظاهر العامل القادر على تحمل المسئولية الذى يكون الاعتماد عليه كما ظهرت فى أغنية الفيلم، وجملة من حواره على لسان البطلة دعوة إلى اتحاد العمال..
الاتحاد مصطلح من مصطلحات فكر كان قد بدأ ينتشر وقتها.. وأظهرت السينما فى فيلم العامل الصنف الثانى من أصحاب العمل الذى يواجه بالمكائد العامل المدافع عن حقوق زملائه.
... لجوء المرأة إلى حيلة الظهور وسط العمال فى هيئة وزى واسم رجل فى تجربة سبقت فيلم للرجال فقط بـ20 سنة تقريبًا تجربة تابعناها فى فيلم الورشة عندما نزلت زينب بدلاً من زوجها للعمل وأطلق عليها العمال اسم الأسطى زهزه..