تنقل دولة الإحتلال مستوى حربها المفتوحة على القدس ومقدساتها وجميع مناحي الحياة الفلسطينية فيها الى مربعات خطيرة جدا، تتمثل في خنق حياة الفلسطيني المقدسي الاعتيادية، خنق اقتصادياته وحركته ومنع ظهوره ووجوده في أي مكان بالقدس، فأي فلسطيني يسير في العاصمة المحتلة، يجلس على درج باب العامود، يتواجد في البلدة القديمة أو يتوجه الى الصلاة والعبادة، يذهب لشراء حاجاته من السوق يتعرض لأبشع أشكال الاهانة أو الاعتداء أو الإعتقال أو الضرب فقط لأنه يمتلك الجرأة للتواجد في القدس، ولأن إسرائيل تخشى من كثافة الوجود الفلسطيني ب القدس خلال شهر رمضان وخاصة ان هذا الوجود يكشف زيف روايات الاحتلال وقراره بضم القدس، ويؤكد في ذات الوقت ان القدس فلسطينية عربية محتلة.
تعتبر دولة الاحتلال واجهزتها المختلفة أن جميع مظاهر الاحتفالات او التجمعات او مظاهر الحياة الاجتماعية المقدسية شكلا من اشكال التحدي الذي لا توافق عليه أو تقبل به العقلية المسيطرة على القرار في دولة الاحتلال، و بذلك تؤكد الوزارة أن حرب الإحتلال هي على الوجود والحضور الفلسطيني في القدس.
من هنا، ولعلم الاحتلال بأن ظواهر الوجود الفلسطيني في القدس تتكثف وتزداد في شهر رمضان المبارك سارع وبكل بشاعة لحشد اعداد كبيرة من قواته وشرطته واجهزته المختلفة واعاد احتلال القدس لمنع كثافة الوجود الفلسطيني المقدسي خلال شهر رمضان، وبدأ بالطرق على رؤوس الفلسطينيين في محاولة لاخفاء حضورهم، في حين يبذل جهوده لابراز حضور النقيض اليهودي في القدس، وجاء تصرف الاحتلال القمعي والوحشي ضد المقدسيين وتجمعاتهم بعكس ادعاءات الاحتلال بشأن التهدئة وعبر سلسلة طويلة من التضييقات على المصلين والمواطنين، كان ابرزها ما تم توثيقه بالصوت والصورة من اعتداءات وهمجية المستعربين وشرطة الاحتلال سواء أثناء الاعتقالات الجماعية أو الهجوم الوحشي على المقدسيين في باب العمود كما يحدث منذ بداية شهر رمضان.
ذلك في اطار سياسة اسرائيلية رسمية تسابق الزمن لاستكمال عمليات أسرلة وتهويد القدس وفرض السيادة الإسرائيلية على مقدساتها المسيحية والاسلامية وتكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى ريثما يتم تقسيمه مكانيا. ان إصرار دولة الاحتلال على استمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، واقدام حاخامات ومستوطنين من المعاهد الدينية الكبرى على اقتحام المسجد الأقصى تحضيرا لما يسمى عيد الفصح ما هو الا إثبات على تلك النوايا والمخططات الإسرائيلية الخبيثة، ومحاولة لاعطاء الانطباع بأن القدس عاصمة دولة الاحتلال بالكامل ولا وجود لشعب فلسطيني بداخلها.
إن الوزارة إذ تدين بأشد العبارات انتهاكات وجرائم الاحتلال ضد شعبنا، فإنها تحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات تصعيدها المتعمد في القدس وعلى ساحة الصراع خاصة في شهر رمضان المبارك. من جديد تذكر الوزارة المجتمع الدولي أن هناك معاناة إنسانية وحقوق شعب مسلوبة، وهناك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وهناك نظام استعماري اسرائيلي عنصري منذ عشرات السنين في الأرض الفلسطينية المحتلة، لعل وعسى أن يجد المجتمع الدولي أو القادة السياسيين الدوليين لحظة يتذكرون فيها أن الإنسانية لا تتجزأ وأن ازدواجية المعايير تنتهك القانون الدولي الذي يتم انتهاكه من قبل دولة الاحتلال، وأن جرائم إسرائيل مستمرة في فلسطين المحتلة.