دعا مسئولون أوروبيون، الاثنين، إلى فتح “تحقيق دولي” في اتهام القوات الروسية بارتكاب “إبادة جماعية” في مدينة بوتشا، قرب العاصمة الأوكرانية كييف، غداة العثور على عشرات الجثث في مدينة بوتشا بعد خروج القوات الروسية منها.
وطالب رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن “الإبادة الجماعية” التي ارتكبها “الجيش الروسي في مدن أوكرانية بينها بوتشا”، على حد قوله.
وقال مورافيتسكي في تصريحات صحفية إن “هذه المجازر الدامية التي ارتكبها الروس، يجب أن تسمى باسمها”.
وأوضح: “أنها إبادة جماعية، ويجب أن يحاسبوا عليها، لذلك نقترح تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جريمة الإبادة الجماعية هذه”.
بدوره، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن هناك “أدلة واضحة جدا” تشير إلى أن القوات الروسية مسئولة عن جرائم حرب في أوكرانيا.
وأضاف في تصريحات لإذاعة ” فرانس إنتر”، الاثنين، أنه “يجب فرض مزيد من العقوبات على روسيا، يجب على المسئولين دفع ثمن أفعالهم”.
وتابع: “المشاهد لا تحتمل، القوات الروسية هي التي كانت في بوتشا، أؤيد فرض مجموعة جديدة من العقوبات خاصة على الفحم والنفط”.
وفي السياق، أشار رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إلى وقوع “إبادة جماعية” محتملة في أوكرانيا، غداة العثور على عشرات الجثث في مدينة بوتشا الواقعة شمال غرب كييف بعد تحريرها من القوّات الروسيّة.
وقال سانشيز أثناء منتدى اقتصادي: “سنقوم بكل ما في وسعنا كي لا يبقى أولئك الذين يرتكبون جرائم الحرب هذه بدون عقاب ويتمكنوا من المثول أمام المحاكم، وفي هذه القضية المحددة أمام المحكمة الجنائية الدولية على خلفية حالات مزعومة تشمل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ولم لا نقولها، إبادة جماعية”.
من جانبه، أدان الاتحاد الأوروبي روسيا لتنفيذها أعمال وحشية في عدة بلدات أوكرانية، قائلا إن الاتحاد سوف يعمل “على سبيل الاستعجال” على فرض عقوبات إضافية على موسكو.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن الاتحاد قال في بيان مشترك الاثنين أن “السلطات الروسية مسئولة عن هذه الأعمال الوحشية، التي تم ارتكابها أثناء سيطرتها على المنطقة”، مضيفا أن بروكسل سوف تساعد أوكرانيا في جمع وحفظ الأدلة التي تشير لارتكاب جرائم حرب.
وتدفع بعض الحكومات الأوروبية الاتحاد لفرض عقوبات جديدة سريعا ردا على التقارير التي تفيد بقيام القوات الروسية بإعدام مدنيين غير مسلحين في شمال أوكرانيا.
من جهتها، أفادت السفارة الأمريكية لدى كييف في بيان، بأن العالم “يحتاج إلى معرفة ما حدث في بوتشا ومناطق أخرى”، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك.
وتنفي روسيا مزاعم قتلها مدنيين في بوتشا، وقالت إن صور القتلى المدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية كانت “بأوامر” من الولايات المتحدة في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم لموسكو.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، في مقابلة للتلفزيون، من مساء الأحد “من هم أساتذة الاستفزاز؟ بالطبع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”.
وأضافت أن التنديد الغربي الذي اجتذبته صور القتلى المدنيين على الفور “يشير إلى أن الرواية جزء من خطة لتشويه سمعة روسيا”.
ونشر الجيش الأوكراني، السبت، صورا لجثث متناثرة على أرصفة شوارع مدينة بوتشا في ضواحي العاصمة كييف بعد انسحاب القوات الروسية منها.
وقال أناتولي فيدوروك، رئيس بلدية المدينة التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية، في تصريحات صحافية إن “كل هؤلاء الأشخاص أعدموا وقتلوا برصاصة في مؤخرة الرأس”، مشيرا إلى دفن نحو 300 شخص في مقابر جماعية.
كما انتشرت بمنصات التواصل الاجتماعي صور لعشرات الجثث والدمار الذي لحق شوارع بوتشا، فيما أفادت تقارير إعلامية أوكرانية، بالعثور على 57 جثة في أحد المقابر الجماعية في المدينة.
وفي 24 فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي “ناتو”، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا في سيادتها”.