حتى الآن لم تهدأ ردود أفعالنا وانفعالاتنا الحزينة التى انطلقت عقب الخسارة المروعة للمنتخب أمام السنغال وخروجنا الغريب من تصفيات كأس العالم، وأعتقد أن هذه الحالة سوف تستمر لفترة خاصة مع الذين يعشقون الساحرة المستديرة وينشغلون بها زيادة عن اللازم.
حالة ملموسة من المزاج السيئ انتابت المصريين منذ أن شاهدوا مباراة الثلاثاء الحزين، جميعنا أصيب بالإحباط والحزن بسبب عدم وصول منتخبنا إلى مونديال
الدوحة 2022.
هذه الحالة هى "جريمة" بفعل فاعل ارتكبها كل مسئول فى المنظومة الرياضية المصرية، نعم جريمة "تكدير المزاج العام" ، وهى جريمة يجب أن يحاسب عليها كل من ارتكبها وشارك فى ارتكابها ، مثلما نحاسب من يرتكب جريمة انتهاك الآداب العامة والذوق العام والرونق العام.
وأتمنى أن ينص قانون العقوبات المصرى على مادة تجرم هذا النوع من الأفعال، لأن الحالة التى بات عليها المصريون منذ أن شاهدوا المباراة هى لا تقل عن وصف "جريمة" ارتكبها ومسئولون فى المنظومة الرياضية ووجبت مساءلتهم، فليس مقبولا على الإطلاق الاستخفاف بمشاعر وآمال أكثر من 100 مليون مصرى إلى هذه الدرجة.
المسئولون بوزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة يجب أن تتم مساءلتهم والتحقيق معهم لمعرفة الأسباب الحقيقية التى جعلتنا نخرج بهذه الطريقة المزرية التى لا تليق باسم ومكانة مصر.
من تخلى عن حقنا فى مباريات الأجندة الدولية ومن تسبب فى وصولنا إلى لعب المباراة النهائية فى السنغال ومن أتى بهذا المدير الفنى عديم الإمكانات ليتولى مسئولية المنتخب؟ وغيرها من الأسئلة وعلامات الاستفهام التى يعلمها أكثر منى المتخصصون فى المجال الرياضى..
لا تلقوا باللوم والمسئولية على صلاح وبقية اللاعبين، صلاح نجم كبير وكان وسيظل مصدر سعادة للمصريين، وعندما يلعب ويتألق فى ليفربول فذلك لأنه يلعب داخل منظومة رياضية سليمة منضبطة، أما فى مصر فهو يلعب داخل منظومة رياضية عشش فيها الفساد وتديرها المحسوبية والمجاملات.
لقد أدى لاعبو المنتخب دورهم وإن كان هناك بعض القصور، ولكن تبقى المسئولية كلها على المنظومة الرياضية "وزارة واتحاد" يجب أن تتحمل مسئوليتها عن هذه الفضيحة الكروية لمنتخب له سمعته واسمه ومكانته فى القارة .
لابد من محاسبتهم على تقصيرهم فى أداء عملهم ومحاسبتهم على تكديرهم للمزاج العام المصرى.. ولابد من توقيع عقوبة على المدير الفنى لسوء إدارته للمنتخب وخاصة مباراتى النهائى فى كأس إفريقيا ومباراة "الثلاثاء الحزين "، وأن يعيد بعضًا من الملايين التى أخذها من خزينة الدولة المصرية لأنه لم يحقق لها أى شىء يذكر، وليس هو الوحيد فمعظمهم لم يحققوا شيئا يذكر للدولة المصرية، وأقصد المدربين الأجانب وخاصة الذين يتم اختيارهم وفقا للمجاملات والمحسوبيات والإكراميات.. الملايين التى تنفق فى هذا المجال يجب أن تكون تحت رقابة ومحاسبة شديدتين "هندفع كام وهيعود علينا بإيه".
حاسبوهم على ما أخذوا من أموالنا وحاسبوهم على تكديرهم للمزاج العام وأعيدوا ترتيب المنظومة الرياضية من الداخل، فمصر دولة كبيرة لا يليق بها هذا المستوى الذى انتهى بمهزلة الثلاثاء الماضى.