«شيخ العرب همام» فى قنا تستغيث بالمسئولين لانقاذها

«شيخ العرب همام» فى قنا تستغيث بالمسئولين لانقاذهاشيخ العرب همام

تعتبر قلعة شيخ العرب همام الأثرية الحربية والتى يبلغ عمرها أكثر من 250 عاما، وتقع في مدينة فرشوط شمالي محافظة قنا، والتى أنشأها " شيخ العرب همام بن يوسف"، والي جرجا، في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي لحماية ممتلكاته بمساندة قبائل هوارة، وقُدر جيشه بـ35 ألف مقاتل فى تلك الفترة الزمنية.

هذا و تقع قلعة أمير الصعيد " الأمير همام " فى منطقة حاجر الجبل الغربي بقرية العركي بمدينة فرشوط شمال محافظة قنا ، في النهاية الشمالية لحوض داير الناحية نمرة (8)، كما هو موضح بالخريطة المساحية رقم 13 – 24 – 100 والتي مسحت عام 1904م، وقد وقعت القلعة على هذه الخريطة.

هذا و بُنيت قلعة الأمير "همام بن يوسف" ، في جميع جهاتها من الداخل والخارج على السواء، بالطوب "اللبن " اى من الطين او الطمى ، وصنع هذا الطوب من الطمي والرمل مضافًا إليهما نسبة قليلة من التبن، كما استخدم البناء نفس مادة الطوب كمونة بنائية، وملطت جدران القلعة من الداخل والخارج بنفس المونة البنائية، إلا أن الأمطار وعوامل التعرية المختلفة كشفت أجزاءً كبيرة من الجدران وأزالت ملاطها من الخارج والداخل .

هذا وقد إعتمدت طريقة البناء التي استخدمت في بناء جدران القلعة فهي طريقة الأدية والشناوي، واستخدم البناء طريقة أخرى في بناء الأقبية النصف أسطوانية التي تتقدم برجي القلعة، فبنيت تلك الأقبية بطريقة الشناويات فقط بزاوية ميل قدرها 45 درجة، مما يمنحها القوة والمتانة.

واستعمل البناء الأقبية والقباب النصف كروية في تغطية حجرات وممرات القلعة، وكذلك استخدم العقود النصف دائرية فى الأبواب والنوافذ، وضمت قلعة همام كثير من العناصر التي يتطلبها الموقع العسكري، مثل قربها من المياه الوفيرة والإشراف على الطرق الهامة، وغير ذلك من عناصر العمارة الحربية التي وجدت في القلاع والحصون المصرية فى تلك الفترة الزمنية .

حالة القلعة فى الوقت الحالى

هذا وقد تهدمت معظم مباني القلعة على يد المملوك محمد بك أبوالدهب ، عقب هزيمة شيخ العرب همام في الحرب عام 1183هـ، فقد نهب أبوالدهب ما كان بديار شيخ العرب همام وقصوره من أموال وذخائر، ومن بينها هذه القلعة الاثرية .

هذا وقد لعبت عوامل التعرية دورًا كبيرًا في تصدع وميول معظم الجدران الباقية من القلعة، وردمت الرمال الجزء السفلي من مباني القلعة وملحقاتها، حتى أنه فى بعض جهاتها ارتفعت الرمال حتى مستوى عقود فتحات الأبواب، وأحيانًا حتى منطقة بدن القبة، كما كان لهجر هذه القلعة طيلة قرنين من الزمان أكبر الأثر في تصدع الكثير من ما تبقى من مباني هذه القلعة، حتى أن الكثير فيها تساوى بالأرض خصوصًا في ملحقات القلعة.

وصف قلعة "شيخ العرب همام"

هذا وتتكون قلعة شيخ العرب همام من مبنيين منفصلين، المبنى الرئيسي منهما هو الجنوبي، وهو كبير تبلغ مساحته ألفين و156 مترًا مربعًا، أي ما يزيد عن نصف فدان “12 قيراطًا”، وما تزال معظم جدران هذا المبنى قائمة، وللمبنى أربع واجهات حرة مكشوفة تطل على الجهات الأربع الأصلية، وبرجين من الناحية الجنوبية والغربية.

وإلى الشمال منه المبنى الثانوي، وهذا المبنى يشغل مساحة تبلغ نصف مساحة المبنى الرئيسي، إذ يبلغ طولها من الشمال للجنوب 35م وعرضها من الشرق للغرب 30م، أي ألف و50 مترًا “ربع فدان”، وللأسف فإن جدران هذه المباني هدم الكثير منها وردمت بفعل الرياح وعوامل التعرية المختلفة خلال الفترات الزمنية الماضية .

وفي الجنوب الغربي من مباني القلعة منطقة متسعة تزيد مساحتها على خمسة عشر فدانًا، بها أطلال مبانٍ قديمة ردمت بالرمال، وفي أحسن أجزائها تظهر مبانيها حتى بداية رقاب القباب مغطاة بالرمال والأتربة، وربما كانت هذه المباني تمثل وحدات لسكن الجند ومخازن للغلال والأسلحة وغير ذلك من لوازم الجيش والخيل.

وإلى الغرب من مباني القلعة توجد منطقة متسعة، تبلغ مساحتها حوالي عشرة أفدنة، خالية من أي شواهد أثرية، وهو ما يجعلنا نعتقد أن هذه المنطقة كانت ميدان لتدريب الجند على الأعمال العسكرية في وقت السلم، واستعراض الخيل في وقت المناسبات والاحتفالات، خصوصًا أن مدينة فرشوط لم يكن بها مكان لاستعراض الجند والخيل وتدريبهم.

مطالب بترميمها لقيمتها التاريخية

ويطالب أحفاد شيخ العرب همام بترميم القلعة، والاعتناء بها، حتى تكون رمزًا تاريخيًا يعتز به الجميع.

كما يطالب ويقول أحمد الهمامي، أحد أحفاد شيخ العرب همام، إنهم تقدموا بطلبات عديدة للآثار بضرورة ترميم القرية والاعتناء بها، مما سيؤدي إلى تطوير وتنمية المنطقة بأكملها، وستجلب العديد من الاستثمار وخلق فرص عمل هناك.

ويلمح الشيخ وحيد الهمامي أنه مثلما اهتم الإعلام بشيخ العرب همام وشخصيته، لابد وأن تهتم هيئة الآثار بآثار وتاريخ شيخ العرب همام، والأماكن التي كان يقطنها.

ويشير الهمامي إلى أن مسلسل شيخ العرب همام جسد صوت وصورة لشخصيته، وإن كان فيه نوع من الحبكة الدرامية، إلا أنه أفسح المجال أمام الجميع لمشاهدة أعماله، وكان بمثابة “تقريب المسافات”، وأحيا فرشوط، مطالبًا أن تكون القرية أثرية لإحياء شخصية كبيرة مثل شخصية شيخ العرب، ومحاربة الذين يحاولون السيطرة على المكان.

كما يطالب أحفاد "الأمير همام " مدير الشؤون الأثرية بنجع حمادي بعمل سور للمنطقة، وحفائر لكشف المخطوطات لجيش شيخ العرب همام.

أضف تعليق