قضت محكمة جنايات الإسكندرية، بإجماع الآراء، وبعد أخذ رأي فضيلة المفتي، بالإعدام شنقا للمتهمين الأول والثاني، في القضية المعروفة إعلاميا "فتاة المول" والسجن 15 عاما للمتهم الثالث .
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد علي سكيكر، رئيس المحكمة، وعضوية كل من المستشار محمد علي عبد المجيد والمستشار أيمن إبراهيم درويش، والمستشار هيثم وجيه حماد.
تعود وقائع القضية لسنة 2021، حين تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة ، إخطارا من مركز شرطة كفر الدوار، يفيد العثور على جثة فتاة مقتولة داخل عيادة عيون بمول شهير .
وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة صديقتها، واثنين آخرين أحدهما من أقارب المتهمة، وأن الجريمة ارتكبت بدافع السرقة .
وجاء في تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين، عقدوا العزم على إزهاق روح المجني عليها، مرتين، الأولى استدراجها في "توكتوك" لكن خطتهما فشلت، والثانية وضعوا لها مخططًا أعدوا فيه أسلحة بيضاء، وأقراصًا مُنوِّمة داخل مقر عملها بالعيادة الطبية .
وأوضحت التحقيقات أن المتهمة استغلت علاقة صداقتها بالمجني عليها ، فالتقتها في العيادة بدعوى زيارتها، وما إن خلت بها، حتى استدعت المتهميْنِ الآخريْنِ، فكمَّم أحدُهما فاها، وضربها على رأسها، وأطبق الآخر على عنقها، بينما كالتِ المتهمة لها ركلاتٍ عدة على رأسها، ثم انهالت عليها بطعنات بسلاح أبيض في أماكن متفرقة من جسدها، قاصدِين إزهاق رُوحها بما أحدثوه بها من إصابات، وفاضت روحها.
وتوصلت التحقيقات لارتباط المتهمة الأولى بعلاقة صداقة بالمجني عليها، منذ أربع سنوات، تخللها مشاركتهما العمل معا بالعيادة الطبية، وعلى إثر خلافات بينهما؛ لتفضيل المجني عليها عن المتهمة في العمل، وسوء علاقتهما، عقدت العزم على الانتقام منها بقتلها، فأوهمت المتهم الثاني بسرقة المجني عليها لمصوغات ذهبية، ومبالغ مالية منها، واتفقت معه على قتلها.
وأوضحت المتهمة أنها استدرجتها نحو الحمام بدعوى إعيائها، ثم أرسلت رسالة هاتفية إلى المتهم الثاني؛ لبدء تنفيذ خطتهما، وما أن دخلا العيادة حتى كبلها المتهمين، ولتعرض الثاني لخربشة في وجهه إثر مقاومته أثناء تكميمه فمها لإسكات صوتها هرع هاربا، حيث حاولت المجني عليها الاستغاثة بصديقتها أثناء قتلها، لكنها لم تستجب لها، وانهالت عليها بسكين المطبخ في قدميها ورأسها.
وأشارت التحقيقات أنه وفي تلك الأثناء رطم المتهم الأول رأس المجني عليها عدة مرت في بلاط أرضية الحمام، وهو ممسكا بحلقومها، حتى تأكد من موتها، ما أن فرغوا من قتلها وطمس معالم مسرح الجريمة التي استخدموا فيها "برشام منوم، وموس كتر، ومقص، وصامولة حديد، ولزق طبي، وسكين من بوفيه العيادة"، حتى سرقوا مبلغ مالي، وسلسلة ذهبية، وهاتفين محمولين، ثم لاذوا بالفرار.
أرشد المتهمون عن الأدوات المستخدمة في الحادث، فتم التحفظ عليها، وقررت النيابة حبسهم احتياطيا على ذمة التحقيقات، إلى أن تم إحالتهم للمحاكمة الجنائية العاجلة التي أصدرت حكمها سالف الذكر.