يعد الملك أمنحتب الثانى هو الملك السابع فى الترتيب من ملوك الأسرة الثامنة عشر وهو ابن الملك تحتمس الثالث و الملكة ميريت رع حاتشبسوت وقد تولى الحكم بعد وفاة ابيه الملك تحتمس الثالث وهو فى الثامنة عشر من عمره وحافظ على ممتلكات الإمبراطورية المصرية وحدودها واظهر شجاعة وتفوق أمام الثوار فى الإمارات التابعة لمصر وعاقب المتآمرين والمتمردين على الحكم المصرى ، فقد كان درع مصر العظمى وحامى جندها .
برع الملك أمنحتب الثانى فى شتى انواع الرياضات مثل الرماية والصيد و ركوب الخيل والتجديف وقد ظهرت مهارته فى الرماية باستخدام القوس فقد كان يصيب سهمه الأهداف النحاسية السميكة بسمك ٣ أصابع وقد كان سهمه ينفذ ٣ أشبار ، وقد كتب عنه فى مهارته فى الرماية :
"إن السهم الملكي قد اخترق سبعة أتساع طول الهدف، وإن الملك قد تحدى أى شخص كان في أن يأتي بمثل هذا العمل الفريد".
وفى التجديف تم تصويره وهو يقود سفينة تحتوى ٢٠٠ مجداف ومجدف وكان يقود السفينة بمجداف بطول ١٠ امتار بمفرده ويجدف وحده بعد ان تعب المجدفين جميعا من التجديف ، وعن حبه لركوب الخيل دون عنه: عندما كان أميرا حديث السن ، كان مغرما بجياده ينعم بها فرحا بتعهدها، وكان يعرف طبائعها، كما كان ماهرًا في تدريبها متعمقا في أحوالها، ولما وصل خبر ذلك من القصر إلى سامع والده حور الثور القوي الذي يشرق في طيبة، كان له أثر طيب في قلب جلالته عند سماعه، وفرح بما قيل عن ولده البكر، وقال في قلبه: إنه هو الذي سيكون سيد البلاد قاطبة ، ولن يوجد من ينازله ، لأنه يضحي بنفسه لإحراز الشجاعة ، وينعم بالنصر، وإنه لا يزال طفلا رقيقا، ولم يصل بعد السن التى يأتي فيها بعمل الرب منتو، ولكن تأمل! فإنه قد تغاضى عن شهوات الجسم، وأحب الشجاعة ، لأن الإله هو الذي وضع في لبه أن يفعل هكذا حتى يستطيع أن تصبح مصر محمية به، وتنحني إجلالًا له.
وحذا حذو والده الملك تحتمس الثالث كمحارب عظيم فقد كان قوى البنية طويل القامة مفتول العضلات وكانت له حملات عسكرية جنوبا للنوبة وشمالا لفلسطين وسوريا والعراق ، انتصر فيها على اعداءه وعلق سبع من الاسرى وهم امراء تخسي - وهى مدينة تقع قرب قادش شمالا - مقلوبين احياء وقدمهم لامون فى معبده ، وبعد العام التاسع من حكمه والاطمئنان لاستقرار الاوضاع الامنية تماما على حدود البلاد فقد وجه اهتماماته للشئون الداخلية للبلاد ومراعاة متطلبات الشعب ، كما أمر بفتح المحاجر للحصول على الاحجار اللازمة لانشاء المعابد ، استمر حكم الملك امنحتب الثانى ٢٥ عام وعشرة اشهر اهتم خلالها بالانشاءات فترك الكثير من الآثار والتماثيل و العديد من المعابد مثل معبده الجنائزى قرب معبد الرامسيوم ، ومقصورة فى الكرنك ومعبد عمدا الذى بدأ فيه الملك تحتمس الثالث واكمله الملك امنحتب الثانى ، وقد دون عن الملك امنحتب الثانى النص التالى:
تأمل! إن جلالته قد جمل المعبد الذى أقامه والده ملك الوجه القبلى والوجه البحرى من خبر رع لآبائه كل الآلهة، وقد أقامه من الأحجار ليكون عملا مخلدا، والجدران التي حوله من اللبن، والأبواب من خشب الأرز من أحسن نوع تنتجه جبال لبنان، ومداخل الأبواب من الحجر الرملي لأجل أن يبقى اسم والده العظيم ابن الشمس تحتمس الثالث في هذا المعبد أبد الآبدين.
مد جلالته هذا الإله الطيب ملك الوجه القبلى والوجه البحري سيد الأرضين عا خبرو رع خيط القياس لكل الآباء ، وأقام للمعبد بوابة من الحجر الرملي مقابلة لقاعة الحجرة المقدسة في المثوى المفخم، محاطة بعمد من الحجر الرملي بمثالة عمل خالد ، وقد …. موائد عدة عليها أوان من فضة وبرنز وأعلام قربان ومواقد وأوانى قربان وألواح تقدمة.
دفن الملك امنحتب الثانى بمقبرته رقم ٣٥ بوادى الملوك التى تم نحتها بالصخور ، والتى زينت جدرانها بكتاب ما فى العالم الاخر كاملا وتم نقلها مع غيرها من المومياوات بعد حادثة سرقة المقابر الشهيرة فى عصر الرعامسة .