قد يكون مفاجئًا للبعض أن يكتشفوا حجم الحقد والكراهية والضغينة، التى يكنها قيادات الإخوان الإرهابية تجاه التيار السلفى والتيارات الإسلامية الأخرى، وفق ما أكدته بالصوت والصورة بعض التسريبات التى تضمنتها حلقات مسلسل الاختيار فى موسمه الثالث... بالطبع سبب تلك المفاجأة أن قيادات الجماعة الإرهابية كانت تروج بأن السلفيين هم شركاء لهم فى حكم البلاد خلال «عام الظلام» الذى تولوا فيه مسئولية الوطن، هذا بالطبع ما يقولونه فى العلن أما فى جلساتهم الخاصة فقد كانوا يعتبرون وجود السلفيين مجرد «ديكور سياسي» بل عبئًا عليهم لأنهم شوهوا صورة الإسلام فى الخارج!!
ليس هذا فقط، بل إن تسريبات «الاختيار 3» وما تلاها من ردود فعل من الإرهابية وقنواتها ومن السلفيين، كشفت أن الإخوان كانوا يعتبرون أن خلاف السلفيين معهم مجرد طمع فى نصيب كبير من «تورتة الحكم» ولولا ذلك لدعموا الإرهابية فى الحكم مدى الحياة!!
وتعليقًا على تلك التسجيلات وما تضمنته من كشف للوجه الحقيقى للجماعة الإرهابية، يقول النائب خالد أبو خطيب، عضو مجلس النواب عن حزب النور (دائرة أبو المطامير محافظة البحيرة)، إن التسريبات التى تم بثها ضمن حلقات مسلسل «الاختيار 3» أكدت حقائق عاشها التيار السلفى والشعب المصرى كله منذ 2012.
وأضاف أن كراهية قيادات الإخوان للتيار السلفى وفى القلب منه حزب النور، تعود إلى أن وجود السلفيين ضمن المشهد السياسى فى 3 يوليو أفسد خطة الجماعة الإرهابية للترويج بأن ما حدث هو معركة بين الإسلام والعلمانية، أو أن إقصاءهم عن الحكم هو حرب ضد الإسلام كما كانوا يزعمون للزج بالبلاد فى نفق مظلم.
وأكد أبو خطيب أن وجود الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورئيس حزب النور خلال إلقاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع وقتها، بيان 3 يوليو 2013، أكد بما لا يدع مجالا للشك أن ما حدث فى 30 يونيو هو ثورة شعبية ثار خلالها الشعب المصرى ضد نظام حكم فاشى وفاشل ولا علاقة لما حدث بوهم «الحرب على الإسلام» التى كان يتمنى الإخوان ترويجها والمتاجرة بها.
وأوضح أن الأحداث منذ حكم الإخوان وما بعده، أكدت أن حزب النور يعمل لصالح الوطن، ويدافع عن الدولة قولًا واحدًا، وتنفى مزاعم أن الخلاف بين السلفيين والإخوان كان بسبب «توزيع تورتة المناصب»، إنما الوقائع ومشاركة السلفيين فى فعاليات ومبادرات الدولة المختلفة، منذ 30 يونيو وحتى الآن، تؤكد أن التيار السلفى يؤمن بأن مصر دولة مؤسسات وليست دولة طائفة أو جماعة، إنما دولة عريقة لها تاريخ يجب أن نحترمه ونعمل من أجل تنميتها، وتحسين وضعها وليس أخونتها واحتكار فصيل مهما كان لها ولمقدرات شعبها.
وفى بداية تعليقه، قال النائب أحمد العرجاوى عضو مجلس النواب عن حزب النور (دائرة أبو حمص البحيرة)،أنه فى رأيه الشخصى، يعتبر بداية الكراهية تعود لموقف رئيس حزب النور السابق، د. يونس مخيون، والذى يعد من أوائل الذين تحدثوا عن خطة «أخونة الدولة» التى انتهجتها قيادات الجماعة.
وأبدى العرجاوى إعجابه بمسلسل الاختيار، مشيدًا بفريق العمل، لأنهم قدموا مسلسلاً قويًا ينقل الواقع ويقول للناس «هذا ما عانت منه مصر من تلك الجماعة الإرهابية واتباعها»، كما أن المسلسل يتميز بالمزج بين المشاهد التمثيلية والفيديوهات الحقيقية التى توثق بالصوت والصورة ما كانت تخططه وتنفذه قيادات الإخوان.
وتعجب النائب أحمد العرجاوى من ادعاء الإخوان أن السلفيين هم من شوهوا صورة الإسلام أو يعملون ضد مصلحة الوطن، قائلاً: لم يعد للإخوان أى مصداقية أو ثقة لدى الشارع، فالناس «شايفين وعارفين كويس مين المخلص للوطن ويشارك فى الحياة السياسية وفق الدستور والقوانين ومين بيتحرك ضمن تنظيم دولى مشبوه».
وأضاف أنه يتذكر دائمًا مقولة المشير حسين طنطاوى رحمه الله: «أنا سلمت الإخوان للشعب ولم أسلم البلد للإخوان كما يزعمون»، مؤكدًا أنه من أصدق الكلمات التى تصف ما حدث فى ذلك العام الأسود من تاريخ مصر، فالمشير طنطاوى كان مخلصًا للوطن وترك الإخوان يكشفون أنفسهم أمام الشعب المصرى بأنفسهم.
واختتم العرجاوى حديثه، بأن هجوم الإخوان المتكرر ضد السلفيين هو محاولة خبيثة منهم للإيحاء بأنهم الفصيل الدينى الوحيد المدافع عن الإسلام، وذلك لدغدغة المشاعر الدينية لدى المصريين.
وفى تعليق مقتضب عما يتم بثه من فيديوهات توثق نية الإخوان وحقدهم على السلفيين وحقيقة مخططهم تجاه الوطن والشعب المصري، قال الدكتور محمد إبراهيم منصور، رئيس حزب النور، الذراع السياسية للتيار السلفي: «من المتوقع أن تكشف تسريبات مسلسل الاختيار فى موسمه الثالث، أشياء أخرى وحقائق جديدة، ولذلك فحزب النور يفضل الرد بشكل مفصل ووافٍ بعد نهاية عرض المسلسل، حتى لا نضطر عقب كل حلقة للرد عما ورد بها من فيديوهات».