لم يعد الاختيار عملا دراميا ينتظره الشعب المصري كل رمضان للتذكرة بأيام الوطن العجاف، إبان سطو جماعة الإخوان الإرهابية علي حكم البلاد، وتفشي التطرف و الإرهاب عقب موجة الفوضى التي اجتاحت المنطقة وزعزعت الأوطان ودمرت أمما، بل بات توثيقًا لصمود جموع المصريين أمام مخططات الأخونة والتفتيت، بعد اختيار حسم الكفة لصالح الدولة الوطنية بعيدا عن أحلام أذناب التطرف والإرهاب.
اختيار الشعب المصري والذي اتضحت معالمه حينما ثار علي حكم الجماعة الإرهابية فى 30 يونيو 2013، أنقذ الوطن من براثن الضياع، وانحازت له كافة مؤسسات الدولة وعلي رأسها القوات المسلحة الباسلة وقائدها الذي اكتسب ثقة الشعب وحمل الأمانة وقرر مواجهة التطرف و الإرهاب بكل قوة وحسم، ثقة شعب فى قائده ولدت بأصعب الظروف التي مر بها الوطن، فى وقت انعدمت فيه الثقة وانتشر التشكيك، وهذا هو السر الحقيقي وراء العلاقة الاستثنائية والمتينة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري، والتي مكنت الرئيس من اتخاذ أصعب القرارات إنقاذاً للوطن وصوناً لمقدراته، قرارات لم تكن لتنجح لولا تلك الثقة التي تؤكدها أحداث مسلسل الاختيار فى نسخته الثالثة، فما يوثق له العمل الدرامي من كواليس تحركات تلك الجماعة الإرهابية المارقة ومحاولتها اليائسة للنيل من الدولة الوطنية، والتي انهزمت أمام شجاعة وزير الدفاع حينها الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي تحرك بثبات نحو إنقاذ الوطن، مستجيبا لصوت الشعب، مواجها أطماع جماعة الإخوان الإرهابية، يعد إقرارا لعظمة حكاية رئيس وشعب، وأن الثقة بينهما هي عمادها ومحور قوتها.
الاختيار بات إحدى مفردات قوة مصر الناعمة التي تواجه الفكر بالفكر، فالتجربة المصرية فى محاربة الإرهاب والتطرف بجانب اعتمادها علي المواجهة المسلحة للعناصر التكفيرية خاضت مواجهات فكرية تتناسب وطبيعة الأجيال الجديدة من الحروب. ويعد مسلسل الاختيار إحدى الأدوات الفكرية التي تشكل قوة ردع ناعمة تجابه وتدحر الفكر المتطرف، وأيضا توقظ العقول وتعزز الوعي الجمعي للشعب.