مستشار المفتي: نثمن ظاهرة موائد الرحمن لدى المصريين في رمضان وغيره

مستشار المفتي: نثمن ظاهرة موائد الرحمن لدى المصريين في رمضان وغيرهالدكتور مجدي عاشور

الدين والحياة9-4-2022 | 13:45

ثمن الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، ظاهرة إطعام الطعام و موائد الرحمن والسقيا لدى المصريين في رمضان وغيره.

وأكد أن الرضا النفسي بالتكاليف الشرعية والقيام بها يضاعف الأجر والثواب عند الله تعالى.
وأوضح المستشار العلمي لمفتي الجمهورية ـ خلال لقائه في الحلقة الثامنة من حلقات برنامج " آيات محكمات" والذي نتناول فيه قبس من أنوار القرآن الكريم في شهر القرآن، على النشرة العامة ومواقع السوشيال ميديا اليوم: أن منظومة الأخلاق التي يحث عليها الإسلام تولي اهتماما خاصا للرضاء النفسي، بل إن الشرع الحنيف يثيب عليها جزيل العطاء يقول تعالى"ولئن شكرتم لأزيدنكم" بمعنى أن من يشكر الله على ما أنعم به عليه وأن يظهر تلك النعم عليه ويؤدي حقها كالانفاق في سبيل الله والزكاة والصدقات وإطعام الطعام بطيب نفس وبحب لله وفي الله "ولينظر وليتأمل كل منا قوله تعالى :

"۞ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) "إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا *" هذا هو جزاء الرضا بالتكاليف الشرعية وحب القيام بها .. ومن ثم يقول الانسان العاقل إذا كان ذلك ثواب الحب والرضا بما فرضه الله علينا فلماذا لا استفيد به عند قيامي وإيماني بالتكاليف الشرعية، لماذا لا أصوم رمضان بحب لماذا لا أتصدق بحب وعن حب حتى يضاعف لي الثواب لاسيما ونحن في شهر الخيرات والحسنات.
وقال عاشور: نأخذ هذا من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم . سيدنا النبي في شهر رمضان كان يفعل أشياء كثيرة، منها أنه حثنا على إطعام الصائمين وإطعام الطعام وقال من فطر صائما فله مثل أجره لا ينقص من أجره شيئا أي سوف يحصل على نفس أجر وثواب الصائم دون أن ينقص أجر الصائم شيئا، ولذلك فطن المصريون لهذا المعنى وهذه الحسنات والخيرات فتجد كل منهم حريص على أن يطعم أو يفطر صائم بما لديه، ومن الممارسات المصرية في رمضان تجد الناس تنزل إلى الشوارع فمنهم من يقدم التمر ومنهم من يقدم الماء والعصير والمشروبات بمختلف أنواعها ومنهم من يقوم بتقديم طعام يوزع على السائقين ومن يمر في الشارع.
ونسال أنفسنا لماذا يحدث هذا رغم أن البعض ممن يقوم بهذه الأعمال قد لا يملك قوت يومه ويقدم الماء، ولكنه يفعل ذلك ويجود بما عنده طمعا في ثواب الله تعالى، لأنه فطن لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا" وقوله عليه الصلاة والسلام (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة)، وتتعاون الناس في رمضان تطبيقا لقوله تعالى (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)، وفي شهر رمضان نجد الحرص على الطاعة والحرص على التكاتف وأن الانسان يشعر بغيره. لماذا. لأن أصل روحه ونفسه بترتقي وترق في شفافيه من الصيام ومن قلة الطعام في شفافية لا نهائية إلى جانب الروحانيات العالية التي يحصل عليها الانسان من العبادة نفسها.
وأضاف: ومن ثم فإننا نقول إن إفطار الصائم الذي هو صنف من إطعام الطعام لا يقف عند الإفطار فقط بل من الجائز أيضا أنه كما يمكن أن تفطر شخصا أو مجموعة، يمكن أن تقدم السحور لهم حتى يستطيع الصوم هذا أيضا إطعام الطعام وله أجر، وجميل أن تعين شخصا على الصيام من خلال أن توفر له السحور لأن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال (تسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحورِ بَرَكةً ) سحره ولو على جرعة ماء.
واستشهد المستشار العلمي لمفتي الجمهورية بما رواه الإمام البخاري رضي الله عنه أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم أجود ما يكون في شهر رمضان فالنبي لا يأخذ شيئا كل ما لديه يوزع، لماذا لأن الدنيا ليست في قلبه ولا يفكر فيها وهذا هو الكرم ونحن نريد أن يتعامل كل منا بالكرم بما يستطيع،والكرم قد يكون بكلمة أو ابتسامة، إناء "شوربة"، موضحا أن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول: إذا ما صنعت طعاما فأكثر مرقه أو مرقة مائك "الشوربة" أنت تعطي جيرانك . بمعنى نزودها من أجل نعطي جيراننا ونأخد ثواب،مشيرا إلى أن هذا ما يصنعه المصريين.
وأكد المستشار العلمي لمفتي الجمهورية أن ارتفاع الحالة الروحية مع الله عز وجل تجعلك تشعر بقربك من درجة الإحسان في العبادة ومن ثم تحب أن تعامل الناس بإحسان بفضل وبكرم، وعليه أقول للصائمين في رمضان لا نتعامل بالعدل ولكن بالفضل لا نتعامل بالحقوق التي لنا ولكن نتعامل بالواجبات التي علينا، وإذا عمل الإنسان هذا ربنا سبحانه وتعالى سوف يعطيه أجرًا مثل أجر الصائم وزيادة.

أضف تعليق