فاجأنا مسلسل "مون نايت" فارس القمر الذى عُرض مؤخراً على احدى المنصات وتدور بعض أحداثه فى مصر بتصويرها فى المجر !!! رغم أن قصة المسلسل تعتمد على شخصية حارس القمر "الاله خنسو" كجزء من سلسلة "مارفل" للابطال الخارقين ؛ والذى يسيطر على البطل الذى يعانى من اضطراب الهوية الانفصالية ويكتسب قوة اله القمر كلما ساءت حالته العقلية.
لقد أراد المخرج محمد دياب فى تجربته العالمية أن يقدم مصر وأماكنها وجزءاً من تاريخها وحضارتها القديمة وحرص على ذلك منذ بداية الاتفاق على العمل ، فقد كان يرغب فى منح مصر الفرصة الكاملة للاستعانة بالمكان وما يشمل ذلك من فرص، ولكن للأسف حرمت البيروقراطية وتأخير تصاريح التصوير مصر من حوالى 160 مليون دولار أى حوالى 3 مليارات جنيه هى ميزانية المسلسل معظمها تم انفاقها بحسب تصريح محمد دياب فى المجر!!!
تكلفة العمل الفنى التى عادةً ماتكون ارقاماً تتجاوز الميزانيات المعتادة والمتوقعة ؛ ليست هى الجانب الوحيد ؛ بل الترويج السياحى لمصر الذى نحن فى أشد الحاجة إليه والتواجد على الساحة الدولية كمنطقة جذب للتصوير الفنى بصورةٍ عامة ؛ خاصةً أننا نشهد طفرة غير مسبوقة فى تصميم وتنفيذ أماكن يمكنها أن تكون عامل جذب إلى جانب الأماكن المتعلقة بحضاراتنا القديمة.
المفارقة أنه فى الوقت الذى تدفع فيه بعض الدول المليارات لجذب السياحة ووضعها على الخريطة من خلال تصوير بعض الاعمال بها والترويج لها ، تأتى مصر الفرص "الجاهزة" على أطباق من الماس من خلال الاعمال العالمية فتضيع وسط الاجراءات والتصاريح!!
تصوير هذا المسلسل ذى المخرج المصرى وموسيقاه للموسيقار المصرى هشام نزيه والمونتير المصرى احمد حافظ ؛ ، والفنانين أحمد داش و حازم ايهاب وعمرو القاضى وبعض العناصر الفنية المصرية الأخرى ؛ كانت ستفتح المزيد من الأبواب للعمالة المصرية الفنية والفرص التى تحيط بتصوير العمل من "اقامة" هذا الفريق وفرص الجذب السياحى والترويج للنهضة التى شهدتها مصر على امتداد محافظاتها.
لم تكن تلك المرة الأولى التى تدور أحداث عمل ما فى مصر ؛ ويتم اختيار التصوير فى دولة أخرى كبديل نظراً لمعوقات التصوير ، ولكن أتمنى أن تكون الأخيرة.