مفتي الجمهورية: لم يكن زواج الرسول رغبة في النساء

مفتي الجمهورية: لم يكن زواج الرسول رغبة في النساءمفتى الجمهورية

الدين والحياة10-4-2022 | 09:59

قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: عندما نتكلَّم عن بيت النبوة فنحن نتكلم عن بيت الشرف الكبير الذي لا يدانيه شرف، هذا البيت الذي أُسس على التقوى والاحتواء وعلى التربية الرائعة والراقية التي لم نصل إليها.

وأضاف فضيلته أن كل عصر له طبيعته التي يتأثر بها من يعيش فيه، و عصر الرسول صلى الله عليه وسلم قد انتشر فيه تعدد الزوجات، واتخاذ الجواري، ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن زواجه رغبة في كثرة النساء، وإنما كان زواجه صلى الله عليه وسلم يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية.

وأكَّد فضيلة مفتي الجمهورية أن زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها، كان نضجًا اجتماعيًّا، بحيث يتزوج الرجلُ المرأةَ العاقلة الرشيدة، وكان عليه الصلاة والسلام في سن الخامسة والعشرين، وكانت تكبره بـ 15 عامًا على أشهر الروايات، وكانت رضي الله عنها من أكابر أهل مكة، وقد أنجب منها كل أبنائه عدا إبراهيم، وهم: القاسم، وعبد الله، وفاطمة، وأم كلثوم، وزينب، ورقية. أما إبراهيم فقد أنجبه من السيدة مارية القبطية المصرية، وذلك يُعدُّ شرفًا لأهل مصر التي أوصي النبي صلى الله عليه وسلم بها خيرًا، وهي من الأمور التي تتابع على ذكرها وإثباتها أئمة المسلمين ومحدِّثوهم ومؤرخوهم عبر القرون سلفًا وخلفًا؛ انطلاقًا من الأدلة الشرعية الصحيحة والثابتة في ذلك، فضلًا عن ذِكر مصر في القرآن صراحة أكثر من 30 مرة، بشكل صريح، ومرات عديدة تلميحًا كما حقَّق ذلك كثير من العلماء منهم الإمام السيوطي في كتابه "حسن المحاضرة".

ولفت فضيلة المفتي النظر إلى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تزوَّج بعد السيدة خديجة بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة؛ لحاجة بناته الأربع إلى أمِّ بديلة ترعاهنَّ وتُبَصِّرهن بما تُبَصِّر به كل أم بناتها، ثم تزوَّج النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأرامل الشهداء الذين قُتِلُوا في جهاد المسلمين للمشركين، مثل حفصة بنت عمر بن الخطاب، والسيدة زينب بنت خزيمة، والسيدة أم سلمة هند بنت أمية لتطييب نفوسهن، ورعاية لأولادهن، فكان هذا تعويضًا من الله عزَّ وجلَّ لهنَّ.

وأشار فضيلته: وكان زواجه من السيدة عائشة رضي الله عنها كان بوحي وكانت البِكر الوحيدة فيهن، حيث رأى في المنام أنه تزوجها، ورؤيا الأنبياء وحي، كما تزوج السيدة جويرية بنت الحارث رضى الله عنها؛ فأعتق -إكرامًا لها- مائةَ أهلِ بيتٍ من عائلتها بني المصطلق من الأسر والسبي.

وشدَّد مفتي الجمهورية على أنَّ الرقَّ قد انتهى إلى غير رجعة من أول لحظة جاء فيها التشريع الذي تشوَّف إلى تحرير الرقيق؛ لأنه يريد أن يكون الإنسان حرًّا، بتجفيف منابع الرقِّ والندب إلى عتق الرقاب.

وأكَّد مفتي الجمهورية أن زواجه صلى الله عليه وسلم بأخريات، كان لأغراض تشريعية مثل السيدة زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يُدْعَى زيد بن محمد بالتبني، فنزل قول الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ﴾ [الأحزاب: 4] ﴿ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: 5] وبعد خلاف مع زوجها طُلِّقت منه، وأُمِرَ الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني.

وكذلك كان لبعض زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم بُعد سياسيٌّ لائتلاف القلوب والحدِّ من العداوة وإطلاق الأسرى... إلخ، ومِن ذلك: زواجه بالسيدة جويرية بنت الحارث، سيد بني المصطلق، من خزاعة، وقعت في الأسر، والسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصَّر زوجها وبقيت هي على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حِدَّة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله، والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها.

أضف تعليق