هو أحد الأعمدة الراسخة ل مدرسة المهجر في الشعر بل هو عميدهم.. قامت أشعاره على التأمل و دراسة الكون وباحثا عن أسرار الحياة، اديب مبدع وشاعر ملهم.. رحل الشاعر جبران خليل جبران في مثل هذا اليوم العاشر من ابريل مهاجرا في نيويورك عام 1931 واستقبل شعب لبنان جثمانه استقبال الفاتحين.
ولد جبران خليل جبران عام 1883 بلبنان، عمل أبوه في تجارة المواشى، ونظرا لضيق ذات اليد خرجت الأسرة إلى ولاية بوسطن بالولايات المتحدة.. وفى عام 1908 ترك جبران بوسطن إلى باريس ومكث بها ثلاث سنوات حصل فيها على شهادة عليا في التصوير من معهد الفنون الجميلة ومن هنا نجح في مجال الرسم والتصوير.
من مؤلفاته الشهيرة:المجنون، السابق، النبى..الذى احدث صدى كبير في الأوساط الأدبية الامريكية،عيسى ابن الانسان، التائه، رمل وزيد، الموسيقى، الاجنحة المتكسرة، الأرواح المتمردة، عرائس المروج، حديقة النبى، الى جانب مئات المقالات في صحف العالم كتبها تحت عنوان " دمعة وابتسامة " كما اشترك في تحرير مجلة " الفنون السبعة "الصادرة باللغة الانجليزية.
عانى جبران خليل جبران من قصر قامته طوال حياته حتى انه ارجعها الى حادث سقوطه واصابته بكسور في صغره ابقته في مربط الجسم شهورا مما اثر على نموه.
وضع جبران خليل جبران في كتابه " النبى " عشرة نصائح للبشرية حتى يصفى العالم ويعيش في سلام هي:أن يبحث الانسان عن المحتاج فيساعده كى يحيا مثل الشجرة التي تعطى ثمارها لتعيش، ثانيا ان يهتم الانسان بمن حوله فلا يعيش معزولا، وأن يعيش الانسان حياته منتجا مسلحا بالثقافة والمعرفة، ثالثا أن يحب الانسان عمله الذى يقوم به حتى يبدع فيه، وأن يرضى الانسان بالألم والحزن مثلما يرضى بالفرح والسعادة، تحمل المسئولية ومحاولة المساعدة بحجة ان المجرم ضحية علينا مساعدته في منع الجريمة، وان يوازن الانسان بين عقله وعاطفته فهما كفتى ميزان وان يسمو الانسان بعقله، والعيش وسط الأصدقاء، وأخيرا التواضع في الحياة حتى يشعر الاخرين بوجوده.
وتأثر جبران خليل جبران بالامام الغزالى ومدحه كثيرا في كتابه "البدائع والطرائف "فكتب عنه يقول (وجدت في الغزالي ما يجعله حلقة ذهبية موصلة بين الذين تقدموه من متصوفي الهند، والذين جاءوا من الإلهيين، ففي ما بلغت إليه من أفكار البوذية قديما من ميول الغزالي، وفيما كتبه سنبوزا ووليم بلايك حديثًا شىء من عواطفه، ولكن الغريب أن الغرب يعرفون عن الغزالي، أكثر مما يعرفه الشرقيون ).
كما كتب جبران اشعارا تعبر عن حال البؤساء من العرب وخاصة الفقراء ومنهم الذين ماتوا جوعا اثناء الحرب العالمية فكتب يقول: مات أهلى وانا على قيد الحياة / مات اهلى وأكفهم ممدودة نحو الشرق والغرب / ماتوا صامتين، ماتوا لأنهم لم يحبوا اعداءهم كالجبناء ولم يكرهوا محبيهم كالجاحدين / ماتوا جوعا في الأرض التي تدر لبنا وعسلا.