رئيس المركز الإسلامى فى كينيا: الأزهر حافظ على استقرار إفريقيا لعقود طويلة

رئيس المركز الإسلامى فى كينيا: الأزهر حافظ على استقرار إفريقيا لعقود طويلةرئيس المركز الإسلامى فى كينيا

للمسلمين فى كينيا العديد من الهيئات والجمعيات التى يشرف عليها المجلس الأعلى لمسلمى كينيا، وهو من أقدم الهيئات فى العاصمة نيروبى، أنشئ فى عام 1963 بجهود تطوعية ويعمل فى عدة محاور، منها الدعوة الإسلامية عن طريق المحاضرات والكتب، والتعليم من خلال إنشاء المدارس الدينية الحديثة، والمناهج المتطورة كذلك إنشاء مدارس تحفيظ القرآن.


«أكتوبر و بوابة دار المعارف» حاورت الدكتور أحمد موينى بابا صوالح، رئيس المركز الإسلامى فى كينيا، والذى تحدث خلال الحوار عن مصر والأزهر الشريف، وعدد من القضايا التى تهم المسلمين فى كل أنحاء الأرض، مثل تجديد الخطاب الدينى والحداثة والتجديد، وأبرز التحديات التى التى تواجهها الأمة الإسلامية فى وقتنا الحاضر.


كما تطرق فى حواره إلى الحديث عن أبرز معالم شهر رمضان فى كينيا، والسمات المميزة للشهر الكريم فى هذا البلد الإفريقى العريق، فإلى نص الحوار:


حضرتم مؤتمر الأوقاف الأخير فى القاهرة، كيف رأيت المؤتمر؟


أولا.. أود أن أعرب عن سعادتى بالتواجد على أرض مصر، كنانة الله فى أرضه التى أوصى بها الرسول خيرًا، وجاء المؤتمر الدولى الثانى والثلاثون للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت عنوان: «عقد المواطنة وأثره فى تحقيق السلام المجتمعى والعالمى»، وهو موضوع فى غاية الأهمية لأن مفهوم المواطنة ليس كل واحد يعرف ما هى المواطنة، وفى رأيى أنه من بين الركائز التى تقوم عليها الدولة الوطنية ركيزة التسامح الديني، فالله حين أهبط نبينا آدم قال له: «ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين»، فلا متاع دون استقرار، فمحبة الناس وإرادة الخير لهم وتقبل الآخرين دون النظر إلى عقيدتهم أو أجناسهم، والتسامح الديني، مطالب إنسانية دعت إليها جميع الديانات السماوية.


والتسامح الدينى يتبنى الاحترام المتبادل والتخلى عن الأساليب الإقصائية، لأن التعددية والاختلاف لا يعدان سببًا للتناحر وإقصاء الآخرين، ولكن ينبغى أن يكون الاختلاف مدعاة لفعل الخير، وأدعو إلى تفعيل قواعد المجتمع المدنى وتبادل الثقافات والحضارات فكل الأديان السماوية دعت للتسامح الديني، والإسلام أكد على التسامح واحترام الآخر دون النظر إلى جنس أو عرق، العلاقة بين المسلمين وغيرهم قائمة على الإحسان والبر.


كيف ترى قضية تجديد الخطاب الدينى؟


تجديد الخطاب الدينى كان أمرا واجبا، نتيجة للتطرف الدينى فكان للحكومة الحق فى أن تحدد شكل خطابها الدينى وهذا فى أكثر من دولة، وأقولها لمّا تُرِك المنبر «سبهللة» دون قيود أو شروط، صعد المنبر من يتكلم دون ضوابط، وهذا ما دفع الحكومات الإسلامية والعربية للدعوة المتكررة إلى تجديد الخطاب الدينى.


فالخطابة هى الخطابة لكنهم غيروا أو أسرفوا فى توجيه الخطاب للمجتمع الإسلامى فكان لا بد من تجديد الخطاب، ومن ضمن التجديد وضع قيود لا تحيد عنها حتى لا تتسب المشاكل وتتعرقل المسيرة.


هل هناك فرق بين التجديد والحداثة؟


الحداثة لا تتنافى مع الدين، قال تعالى: «ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا» لابد أن نتطور وهذه هى الحداثة.


ما رأيك فى مؤتمرات الحوار بين الأديان؟


هناك قرار من الله فى هذا الأمر وليست نظرية، وهو قرار قرآنى، حيث يقول: «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم»، أما الحوار فأنت ترجو أن تفهم من تتحاور معه شيئا فيقبله، وفى رأيى ضياع للوقت.


كيف ترى دور الأزهر فى إفريقيا و كينيا على وجه التحديد؟


الجهود التى يبذلها الأزهر الشريف فى كينيا وإفريقيا عمومًا فى المجالات التعليمية والدعوية والإغاثية كبيرة، وفى رأيى منهج الأزهر الوسطى حافظ على الاستقرار المجتمعى فى إفريقيا لعقود طويلة، ولا زال هو الضمانة الوحيدة لحماية الشعوب الإفريقية من خطر الأفكار المتطرفة.


وبم تفسر الهجوم على شيخ الأزهر بين الحين والآخر؟


وفى البسيطة أشجار منوعة وليس يرمى إلا ما له ثمر، هؤلاء الحاسدون الحاقدون لن يكفوا عن الهجوم على الأزهر، لأن الأزهر مصدر، الأزهر أساس، فى الدنيا كلها ندين للأزهر، وعندما يفكر المغرضون فى هدم هذه النهضة الأزهرية لا يجدون إلا هدم الأساس والهجوم على رمز الأزهر ظلما وعدوانا.


ما المنهج والآليات لإعادة نهضة الأمة لبنائها الحضاري؟


نحن لا نحتاج إلى أى شىء ومعنا القرآن الكريم، المنهج الجديد فى قوله تعالى «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن» فهذا هو المنهج الجديد الدائم.


فى رأيك ما أبرز التحديات التى تواجهها الأمة؟


«التخلف» نحن متخلفون رغم امتلاكنا مقومات التقدم والسبب فى ذلك تقهقرنا وتخلينا عن مبادئ الله والرجعية، وعلينا أن نعود إلى المعين الصافى من القرآن الكريم، نحن متخلفون فى الاقتصاد وقرار القرآن يضع لنا سبل الاقتصاد والتقدم «ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا»، نفس الأمر فى مجالات العلم والتكنولوجيا وجميع المجالات، والقرآن يقول: «ما فرطنا فى الكتاب من شىء»، نحن تخلفنا بسبب ابتعادنا عن القرآن.


ما هى أبرز معالم شهر رمضان فى كينيا؟


قد تتشابه الطقوس والعادات الرمضانية فى كثير من الدول، ففى بلدنا لدينا «المسحراتى»، كما هو متواجد فى مصر، يطوف فى شوارع كينيا ينادى على الصائمين للاستيقاظ للسحور.


ومن مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم تعليق الزينة فى الأحياء المسلمة، وتزيين المساجد المحلية لاستقبال المصلين خلال أيام شهر رمضان الكريم، إلى جانب الحرص على حضور جلسات الإنشاد الدينى وحلقات الذكر ودروس الدين.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2