قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، "إن الصوم ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب والجماع من أذان الفجر إلى أذان المغرب فحسب، بل هو تربية إيمانية وأخلاقية وسلوكية وإنسانية؛ لأن من أهم معاني الصوم المراقبة، حيث يقول الله (عز وجل): (يَأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)".
وأضاف وزير الأوقاف، في تصريحات، اليوم الأحد، "قال أهل العلم: التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"، موضحا أن من يقلل هامش ربحه، ولاسيما وقت الأزمات تخفيفًا على الناس فهو له صدقة.
وأشار إلى أن الصائم بحق هو من أمسك نفسه عن الطعام والشراب لا يعلم سره إلا الله، ولا يطلع على ذلك إلا الله، لا يمكن لعاقل أن يفكر بعد ذلك أن يغضب الله الذي عمل على مراقبته وخوفه والإمساك عن الطعام والشراب اتقاء له، ومرضاة له من الفجر إلى المغرب، ثم يفطر على مال حرام، فأكل الحرام بمثابة قتل للنفس.
وأوضح وزير الأوقاف أن الله تعالى يرفع دعوة المظلوم فوق الغمام، حيث يقول (عز وجل): "وعزتي وجلالي لأنصرك ولو بعد حين"، فإذا دعتك قدرتك وجبروتك على ظلم الضعفاء والمساكين والعمال والأجراء، فتذكر من أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون لافتا إلى أن الاحتكار حرام، مشيرا إلى أن من يحتكر السلع ليرفعها على الفقراء والمساكين والمحتاجين أو حتى على عامة الناس ليتاجر في أقوات الناس أو ليغالي بها ملعون، فلا يحتكر إلا خاطئ.
وشدد على أن الاستغلال إثم كبير، ولاسيما استغلال الأزمات والنكبات والظروف الصعبة، مؤكدا أن من أشد أنواع الحرام أن يبالغ الإنسان في استغلال حوائج المحتاجين، ولاسيما إذا كان استغلالًا في الأقوات أو الدواء أو أساسيات ما يحتاجه الناس.