وفد وزاري عربي للوساطة بين روسيا وأوكرانيا

وفد وزاري عربي للوساطة بين روسيا وأوكرانياسوسن أبو حسين

الرأى11-4-2022 | 09:07

خطوة مهمة أن يقوم وفد من وزراء الخارجية العرب من أعضاء مجموعة الاتصال المكلفة بمتابعة الأزمة الروسية - الأوكرانية، بزيارة إلى موسكو، للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف، ثم التوجه إلى بولندا للقاء وزير خارجية أوكرانيا ديمتيرو كوليبا. ويضم الوفد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، ووزراء خارجية مصر، والأردن، والجزائر، والعراق، والسودان. وكانت مجموعة الاتصال العربية على المستوى الوزاري المكلفة بمتابعة الأزمة فى أوكرانيا عقدت اجتماعاً تنسيقياً افتراضياً لتحضير أجواء جديدة والبحث عن مخارج تؤدي بعدها لتفاهمات سياسية وتخفيف حدة الوضع العام الذي يعاني من نتائج اقتصادية وأمنية غير مسبوقة لدرجة أن أطلق عليها البعض أنها حرب اقتصادية نووية بعد أزمات الغاز والنفط الذي تحتاج إليه أوروبا.

وسبق لمجلس الجامعة العربية أن عقد اجتماعا طارئا لمناقشة الحرب بين روسيا وأوكرانيا ولفت إلى أهمية احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ودعم المساعي الهادفة إلى تخفيف حدة التوتر فى أوكرانيا والدعوة إلى الشروع فى إجراءات التهدئة وضبط النفس وبما يكفل عودة الاستقرار والسماح بعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي، ومعروف أن مطالب موسكو من أوكرانيا حاليا هي الحياد وعدم الانضمام إلى حلف الناتو أو إلى الاتحاد الأوروبي حتى لا تشكل خطرا على أمن واستقرار روسيا وبالتالي إذا تم التوصل إلى هذه المطالب قد يؤدى الأمر إلى مفاوضات الحل السياسي ولكن الأمر يحتاج لتفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

ومن الملاحظ أن موقف الدول العربية الخليجية لا ينفصل عن الموقف العربي العام وهو التعامل مع الجميع والتفكير خارج الصندوق فى التعاطي مع الأزمة.. وكل ذلك هو فى حقيقة الأمر نتاج دراسة متأنية للظروف ومعطيات البيئة الاستراتيجية الإقليمية والدولية، بما يحقق مصالح دول مجلس التعاون ويضمن لها خطوات استباقية فى ملفات متحركة.

وعلى الرغم من أن حرب أوكرانيا قد وضعت دول مجلس التعاون الخليج العربي شأنها شأن دول أخرى كثيرة، فى اختبار صعب؛ فإنها قد حرصت على استمرار موقفها الراسخ إزاء التمسك بالمبادئ الأساسية للأمم المتحدة والقانون الدولي، وفى مقدمتها تغليب لغة الحوار والدبلوماسية فى حل الأزمات، وفى تقديري المتواضع أن زيارة الوفد العربي إلى موسكو تهدف بجانب دور الوساطة التعرف عن قرب بالتطورات الجديدة التى من المتوقع أن يشهدها العالم فى حال توقف الحرب أو حتى استمرارها والتوجهات السياسية الروسية وأيضا التأكيد على قوة العلاقات العربية الروسية مع عدم الإخلال بالتوازن فى العلاقات الأخرى مع كل من الاتحاد الأوروبى و الولايات المتحدة الأمريكية.

أضف تعليق