تعتبر السمنة أحد الأمراض المزمنة التي أصبحت منتشرة في العصر الحالي، وقد توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون من مركز أبحاث السرطان الألماني في هايدلبرغ، إلى أن زيادة الوزن أو السمنة في أي مرحلة من مراحل الحياة يمكن أن تزيد من خطر إصابة الشخص ب سرطان القولون والمستقيم، وكلما طالت فترة زيادة الوزن كلما زادت المخاطر.
ووجد الباحثون أن زيادة الوزن السمنة ستزيد ببطء من خطر الإصابة ب سرطان القولون والمستقيم، وعلى غرار الطريقة التي يزيد بها التدخين من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وفقا لما نشر في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ويعتقد فريق البحث، أن العلاقة بين زيادة الوزن أو السمنة وتطوير الشكل المدمر للسرطان أقوى مما يعتقده الكثيرون، بالنسبة لدولة مثل الولايات المتحدة، حيث يعاني 42٪ من الأمريكيين فوق سن 20 عامًا من السمنة المفرطة و 74٪ يعانون من زيادة الوزن، فإن هذه الدراسة لها آثار هائلة على نظام الرعاية الصحية في البلاد.
وقام الباحثون، الذين نشروا نتائجهم يوم الخميس في JAMA Oncology، بجمع البيانات من أكثر من 10000 مشارك في الدراسة.
من بين مجموعة الدراسة، كان 5600 مصاب ب سرطان القولون والمستقيم.
وأجريت الدراسة على مدى عقدين من الزمن، مع بيانات الطول والوزن التي تم جمعها منذ عام 2003، وتم حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) لكل مشارك كل عام.
غالبًا ما يستخدم المقياس كطريقة بسيطة لحساب الوزن الصحي للشخص بالنسبة إلى طوله؛ حيث يعتبر مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد على 25 مفرط الوزن، في حين أن أي شخص يزيد على 40 يعتبر بديناً.
ووجد الباحثون أن كل نقطة من مؤشر كتلة الجسم تزيد على 25 سجلها الشخص على مر السنين زادت بشكل طفيف من احتمالية الإصابة ب سرطان القولون والمستقيم، وذلك حتى إذا انخفض وزن الشخص لاحقًا إلى مستوى صحي، فسيستمر تأثير الوزن السابق على جسمه.
وقال الدكتور مايكل هوفمايستر، المؤلف المشارك للدراسة ونائب رئيس قسم في مركز السرطان الألماني، إن السمنة تعمل بشكل مشابه للتدخين الذي يزيد خطر إصابة الشخص بسرطان الرئة طوال حياته، حتى لو أقلع عن التدخين لاحقًا.
وأوضح هوفمايستر: "تشير دراستنا إلى أن الوزن الزائد قد يكون له تأثير أقوى بشكل كبير على مخاطر الإصابة ب سرطان القولون والمستقيم، ثم تم الكشف عنه من خلال دراسات أخرى فقط لأننا استخدمنا الوزن الزائد مدى الحياة".
ويعتبر سرطان القولون و المستقيم هو مصطلح يصف سرطانات القولون والمستقيم. يمكن اكتشافه مبكرًا عن طريق تنظير القولون، والذي يوصى به للأمريكيين فوق سن الخمسين على وجه الخصوص، ويتم اكتشاف ما يزيد قليلاً على 100000 حالة كل عام في الولايات المتحدة، وهي مسئولة عن حوالي 45000 حالة وفاة سنويًا، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية.
وأشار هوفمايستر، إلى أن هذه الأرقام قد ارتفعت في السنوات الأخيرة، متزامنة مع ارتفاع حاد في عدد الأمريكيين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، مع استمرار المعاناة من السمنة، يعتقد أن معدلات الإصابة ب سرطان القولون و المستقيم ستزداد سوءًا.
ولاحظ هوفمايستر، أنه بالنسبة للأشخاص البدينين، فإن أمراضًا أخرى مثل أمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية أو حتى كوفيد من المرجح أن تشكل خطرًا، ويجب عليهم التحدث إلى الطبيب حول أفضل السبل لإدارة وفقدان الوزن لتقليل مخاطرها.