د. عمرو خالد: وصفة عملية رائعة لتعبر أزمات الحياة بسلام

د. عمرو خالد: وصفة عملية رائعة لتعبر أزمات الحياة بسلامد. عمرو خالد

منوعات14-4-2022 | 20:58

كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي عن خلطة وضعها الدين وعلم النفس الإيجابي قال إنها تتألف من 4 خطوات لعبور الأزمات بسلام ونجاح، داعيًا إلى استلهام قصة سيدنا يوسف وأبيه سيدنا يعقوب -عليهما السلام – كنموذج عملي يمكن الاستناد إليه في تطبيق هذه الخطوات الأربعة، والخروج من الأزمات بسلام.

وقال خالد في الحلقة الثالثة عشر من برنامجه الرمضاني "حياة الإحسان"، المذاع عبر قناته على موقع "يوتيوب"، إن هذه الخطوات الأربع تتمثل في الآتي:
الخطوة الأولى: التسليم.. قرار داخلي نفسي وعقلي.. تأخذه بينك وبين الله: وهو أقوى وسيلة لتخفيف المعاناة في الحياة. فالتسليم لايلغي المعاناة، لكن يقللها، ومعناه: "غير ما تستطيع أن تغير واعقد سلامًا مع ما لا تستطيع أن تغير" (مارشال جولد سميث).

الخطوة الثانية: (شكل التسليم)

الصبر هو التنفيذ الفعلي للتسليم، طريقة حياة تتعامل فيها مع المصاعب فيصبرك الله ويعينك الله، وجميع سنن الله في الكون قائمة على التدرج والصبر ليس الإنسان فقط، فالزرع لا ينبت ساعة البذر بل يمكث شهورًا، والشمس لا ترتفع إلى كبد السماء فجأة بل تمكث ساعات، الجنين لا يخرج من بطن الأم فجأة بل يظل شهورًا حتى يستوي خلقه، أبواب الرزق تحتاج إلى صبر مع السعي والجهد، الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، وماكان يعجزه أن يخلق الكون في طرفة عين.

كيف نصبر؟

قال خالد: "يجب أن نفتعل التصبر حتى يصبرنا الله، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من يتصبّر يصبّره الله"، فالصبر صفة ممكن اكتسابها، ويمكن أن يتحول الغضوب العصبي إلى حليم صابر "إنما الحلم بالتحلم وإنما الصبر بالتصبر"، صبر نفسك فيصبرك الله".

الخطوة الثالثة: ماهو شكل الصبر المطلوب؟

وصف خالد الصبر بأنه عمل إيجابي، لا سلبيًا، وقد ورد في القرآن على أنه "الصبر الجميل"، وهو أن تخرج أفضل ما لديك وأنت صابر، وليس مجرد الصبر فقط، لذلك في سورة يوسف وردت مرتين "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ"، "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا".

واعتبر أن قصة يوسف – عليه السلام - ترجمة للصبر الجميل.. تسليم.. صبر.. إحسان رغم المصائب.. كيف أصبح وزير خزانة، ومن أين تعلم الاقتصاد؟، إحسان.. صبر جميل.
ولاحظ خالد، أن سورة يوسف هي أكثر سورة في القرآن ورد فيها ذكر الإحسان، ويوسف أكثر نبي في القرآن وصفه الله بالإحسان، والسورة مكونة من 5مشاهد كبرى، حيث ورد ذكر الإحسان في السورة 5 مرات أمام كل مشهد من هذه المشاهد.
وبين أن كل محطة ومفصل في حياة يوسف كان يختم بالإحسان، "وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، فقد عاش بالإحسان في كل ظروف الحياة، أخرج أفضل ما لديه، لأنه لا يستطيع سوى بهذا الشكل.. السجناء الذين كانوا معه في السجن، قالوا له: "إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"، وأخوته عندما رأوه عزيز مصر وقبل أن يتعرفوا عليه قالوا له: "إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"، وربنا شهد له في شبابه: "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ".

الخطوة الرابعة: الذكر

لكن كيف أفعل التسليم.. الصبر.. الإحسان؟، أجاب خالد: بالذكر، لما ورد في الحديث القدسي عن رب العزة: "أنا مع عبدي ما ذكرني وتحرَّكَتْ بي شفتاه". فالذكر هو المعين على التسليم والصبر والإحسان.

وقال إن "هذه الخطوات الأربعة نتيجتها: السكينة، وهي أفضل نعمة يرزقها ربنا للعبد وقت البلاء، لهذا يقول الله في القرآن: "هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤمِنِينَ لِيَزدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِم"، "إِذ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَم تَرَوْهَا"، "لَقَد رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤمِنِينَ إِذ يُبَايِعُونَكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيهِم وَأَثَابَهُم فَتحًا قَرِيبًا".

شاهد الحلقة:

أضف تعليق