المجتمع الأهلى المصرى!

الرأى16-4-2022 | 08:42

عندما تحاول الإعلامية القديرة إسعاد يونس استكمال ما بدأته المرحومة أنيسة حسونة فى بناء وتجهيز مستشفى الناس للأطفال – والذى يجرى أكثر من 12 عملية قلب يوميا – فهذا يعنى أن "الخير" لايزال فى مصر وأهلها.

وعندما تتفرغ د. هبة السويدى الشرقاوية الأصيلة لبناء وتجهيز مستشفى أهل مصر للحروق.. وكذلك عندما يسعى القائمون على جمعية المرحوم
د. مصطفى محمود لبناء مستشفى جديد بخلاف مستشفى المهندسين، الذى يعالج أكثر من 600 ألف سنويا، فالمعنى أن "الخير" لايزال فى مصر وأهلها..

والطريف والجدير بالذكر أن هذا "الخير" ليس حديثا إنما هو "ميراث طيب" توارثه الخلف عن السلف، فالكثير من الجمعيات الخيرية أنشأت مستشفات خاصة عالجت – ولا تزال – ملايين المصريين، وعلى سبيل المثال وليس الحصر مستشفى المواساة بالإسكندرية، والدمرداش بالعباسية والعجوزة الخيرى بالجيزة، ومستشفيات الجمعية الطبية وغيرها مثل مستشفى الأطفال 57357، وجمعية د. مجدى يعقوب لعلاج أمراض القلب.

هذا "مثال" لما يمكن إنجازه على أرض الواقع من قبل المجتمع الأهلى المصرى، الذى لايزال "يؤدى" بكل جهد وأريحية ما يستطيعه للفقراء والمحتاجين عملا بمبدأ التكافل بين أبناء المجتمع.

ولعل المتابع لجمعيات الأورمان ورسالة وبنك الطعام و بيت الزكاة والصدقات وجمعية ساويرس الخيرية وغيرها يفهم معنى ما أقصده من ضرورة "إعادة إحياء" العمل الأهلى فى مصر، وكما فعل "الآباء المؤسسين" له من أجدادنا، الذى اعتمد على ثلاثة محددات: أولها التطوع، وثانيها التبرعات، وثالثها عدم استهداف الربح أو التربح!

أقول ذلك لأن مصر بها – وطبقا لما أعلنته وزيرة التضامن فى ندوة المركز المصرى للدراسات الاقتصادية – أكثر من 54 ألف جمعية كانت مسجلة فى وزارة التضامن، والطريف أن 50% من هذا العدد كان موجودا قبل 2011!

والآن وبعد صدور القانون الجديد للجمعيات الأهلية لم يوفق أوضاعه من تلك الجمعيات سوى حوالى 30 ألفا فقط، ولا يعنينا فى هذا المجال - الجمعيات، التى تحصل على تمويلات خارجية وتعمل طبقا لأجندات محددة سلفا وإنما يعنينا، التى تخدم المجتمع صحيا و تعليميا وتلك التى تقدم مساعدات عينية أو مالية لمواجهة بعض حالات الفقر أو المرض.

وقد تمكنت تلك الجمعيات من جمع تمويل محلى بلغ حوالى 5 مليارات جنيه، وآخر خارجى يعادل 2.5 مليار جنيه.

نعم لدينا "مجتمع" يمكنه مساعدة البلاد والعباد والتخفيف من "الأعباء" الكثيرة، التى نأت الحكومة عن حملها فى السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن غاب أو غيب ما كان يسمى بالنشاط التعاونى.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2