طبق الفول المدمس، هو نجم موائد رمضان فى كافة البيوت المصرية خاصة على مائدة السحور، منذ عشرات السنين، فهو لا يفرق بين غنى وفقير، ولا ساكن المدن والآخر فى القرى.. هو مسمار البطن كما وصفه الآباء والأجداد.. و«اللقمة منه تسند القلب» كما تراه الأمهات والجدات.
وتتنافس معظم السيدات على تقديمه بأشكال ونكهات وأطعمة مختلفة، فهو غنى بالفوائد الصحية، ويتمتع بقيمة غذائية كبيرة باعتباره من البقوليات الغنية بالبروتينات والأملاح المعدنية كالحديد والفسفور.
ويعد الفول فى رمضان خيارا مثاليا لأنه يسبب شعورا بالامتلاء ويحافظ على مستوى السكر فى الدم وهو من الأطباق ذات السعرات الحرارية المنخفضة.
ومن وجهة نظر أبو السعود سيد، صاحب مطعم شعبى، منذ سنوات طويلة، أن «الصنعة» المؤثر الرئيسى فى إقبال الزبون على محل دون آخر، وإنه على الرغم من تبارى معظم السيدات لتدميسه وإعداده بالمنزل، توفيرا للنفقات فى ظل ارتفاع تكلفة المعيشة يظل الفول فى المطاعم الشعبية ذا نكهة خاصة لا يمكن تقليدها، ولذلك يحرص الكثيرون على تناول أطباق الفول بالخارج، مضيفًا: «أعرف البعض يتناول إفطاره فى منزله ثم يأتينى للإفطار مرة أخرى لأنه لا يتخيل إفطاره بدون فول».
واختتم: فى رمضان بالطبع الأمر مختلف فمعظم موائد المصريين مهما تنوعت عليها الأطباق، من لحوم والصوانى والمحاشى، لابد وأن يكون طبق الفول شريكا رئيسيا على أى مائدة، أما فى السحور فلا غنى عنه فهو «مسمار البطن» الذى يجعل الصائم يصمد ساعات طويلة دون طعام، وهو بنفس قوته ونشاطه حتى موعد الإفطار.
اتفق مع وجهة نظر أبو السعود، الشيخ ضياء 55 عاما، وهو صاحب عربة فول شهيرة بمنطقة السيدة زينب، فقال إن لطبق الفول الذى يعده نكهة ولمسة خاصة فى عملية التدميس، جذبت له الكثير من الزبائن الذين يأتون خصيصًا لتناول الفول منه، مضيفًا: «البعض يطلب الطبق مع سلطة، والبعض يفضل تناوله مع البيض، وهناك آخرون يفضلونه بالزيت الحار وآخرون بالزيت العادي، لكن جميعهم يتناوله مع المخلل والأغلبية مع البصل».
وعن سر الصنعة، قال إنها فى التسوية على نار هادئة دون إضافات كثيرة، وبذلك تضمن طعما متميزا، مؤكدًا أن الفول المصرى هو أفضل أنواع الفول التدميس، ويأتى من محافظات وجه بحري.
وناشد مسئولو الزراعة بالتوسع فى زراعة هذا المحصول، الذى يعد سلعة استراتيجية فى مصر، فهو طعام للملايين، وأيضا صناعة كبيرة، نافيا بعض الشائعات التى يروجها البعض عن إضافة مواد كيماوية بهدف الإسراع فى عملية الطهى.