قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن السيدة أم سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ آخر من توفيت من أزواج النبي محمد ودفنت في البقيع، وتزوجها النبي وكانت متزوجة سابقًا ولها ولدان، ولم تنجب من رسول الله.
وأضاف، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «مكارم الأخلاق في بيت النبوة» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، أن السيدة أم سلمة كان لها موقف بخصوص مبدأ الشورى «هو مبدأ أصيل عند النبي محمد داخل الأسرة والأمور التي تخص الدولة»، مؤكدًا أن الشورى مأمور بها شرعًا وأم سلمة في صلح الحديبية كان لها موقف لابد أن يُذكر لها على مر التاريخ.
وتابع أن النبي خرج من المدينة مع أصحابه بعدد ليس ذات العدد الذي يخرج به للقتال، وكان حينها قاصدًا أداء العمرة «ولم يكن لديهم من السلاح إلا ما يدفع عنهم الحيوانات المفترسة وقطاع الطرق؛ وليس القتال»، موضحًا أن قريش منعت النبي وأصحابه من دخول مكة المكرمة آنذاك.
وأوضح أنه بعد ذلك تمت المفاوضات، وقام النبي بتوقيع صلح الحديبية على أساس أن يعود النبي ويرجع لأداء الفريضة العام المقبل؛ والملفت في صلح الحديبية هي النظرة المستقبلية للنبي محمد؛ فالبعض اعترض على بعض البنود الصعبة جدًا بالصلح «ولما أمر النبي سيدنا علي بأن يكتب على وثيقة الصلح بسم الله الرحمن الرحيم؛ فقال ممثل مكة إنه لا يعرف بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعرف بسمك اللهم؛ فأمر النبي سيدنا علي بمحو بسم الله الرحمن الرحيم وكتابة بسمك اللهم».
ولفت إلى أن النبي أمر سيدنا علي بكتابة هذا ما عهده رسول الله، فقال مفاوض قريش إننا لا نعترف بك رسول الله؛ فأمر الرسول سيدنا علي بمحو هذه الجملة؛ فاعترض علي عن محو هذه الجملة؛ فقام النبي بمحوها»؛ لافتًا إلى أن النبي فعل ذلك لأنه يعلم أن مكة ستُفتح، وأن نصر الله قريب؛ وكان في هذا الأمر مصلحة الدين.
وأكد أن النبي أمر أصحابه بالذبح والحلق؛ بعدما رجعوا من مكة ولم يستطيعوا أداء العمرة، فأبى الصحابة ودخل المكان الموجودة فيه أم سلمة وهو غضبان لرفض الصحابة الاستماع لطلبه «دخل خيمة أم سلمة وهو غضبان؛ فقالت يا رسول الله احلق أنت أولاً واذبح وسترى المسلمين يفعلون ما تريد؛ وبالفعل بعدما فعل النبي كذلك اتبعه الصحابة ولم يتخلف أحد».