قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن الكاتب الراحل محمد حسنين
هيكل كان سياسيًا وكاتبًا بارعًا، لديه أسلوب رائع تقرأه كأنه قطعة أدبية، وكنا نرى فيه نموذجًا لقدرته على طرح المعلومات وربطها ببعضها البعض.
وأضاف" الفقي" خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر، في برنامج يحدث في مصر، على فضائية إم بي سي مصر 2، أنه كان واحدًا من مريدي
هيكل لأنه ظاهرة تستحق الإهتمام لما يمتلكه من ذكاء وفطنة.
وكشف الفقي، أن
هيكل كان المصدر للمعلومات خلال فترة كبيرة من الوقت، متابعًا :" كنا نتابع مقالاته لنستشعر المقدمات لِما هو قادم، فهو مدرسة صحفية كبيرة ولديه مريدين كثيرين".
ولفت إلى أن "هيكل" على المستوى الإنساني كان شخصًا مجاملًا ولديه الكثير من المواقف التي تشهد على ذلك ، فهناك من يراه كاتبًا مرموقًا ومتفردًا وعلى العكس هناك من يرى غير ذلك.
وأوضح الفقي أنه خلال فترة توليه منصب سكرتير الرئيس الراحل حسني مبارك للمعلومات، كان يستأذن مبارك للقاء
هيكل وكان يسمح له بذلك، مستعرضًا بعض المواقف التي جمعتهم ببعضهم.
وتطرّق مدير مكتبة الإسكندرية للحديث عن علاقته ببعض رموز الصحافة خلال مسيرته، من بينهم الكاتب أحمد بهاء الدين والكاتب أنيس منصور.
وأشار الفقي إلى أنه كانت تربطه علاقات صداقة بأشخاص من مختلف التوجهات والخلفيات، لافتا إلى الكاتب الراحل
أنيس منصور كان شديد العداء للناصرية وخلافه مع
هيكل لأنه كان يرى أن
هيكل المنظّر لنظام عبد الناصر.
وأوضح الفقي أن
أنيس منصور كان حكاءً بارعًا وساحرًا في حديثه ومقالاته في مجلة أكتوبر، مشيرا إلى أن أحمد بهاء الدين كان أيضًا كاتبًا بارعًا ولديه أسلوب مميز وخاص فكان معنيًا بوصول الفكرة أكثر من عنايته باختيار الألفاظ.
وقال إن بهاء الدين شخصية رصينة هادئة ويحلل المشاكل بشكل موضوعي، لافتًا إلى أنه هو من كتب مذكرات فاطمة اليوسف وليس إحسان عبد القدوس.
ورأى الفقي إن لكل عصر رموزه ولكل زمان شخوصه ومن المحتمل أن يأتي في هذا الزمان أسماء لا يمكن أن تتوقعها فمصر لديها كتاب ومفكرين وعلماء، فالقوّة الناعمة لمصر كامنة وليست غائبة.