معاكسة تيار التقديرات غير المتفاءلة بظروف الاقتصاد العالمي مع الأزمة الأوكرانية وإشكالية التضخم الدولية، جاءت توقعات صندوق النقد الدولي إيجابيا ومعاكسة للمشهد الدولي حول نمو الاقتصاد السعودي للعام الجاري والمقبل، حيث أفصح، أمس الثلاثاء، عن تقديراته بنمو الناتج المحلي بنسبة 7.6 في المائة في 2022 بينما ستكون النسبة 3.6 في المائة خلال 2032.
وصعد صندوق النقد في توقعاته الحديثة، وفقاً لتقرير المستجدات الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إصدار، أمس، بنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة العربية السعودية خلال العام 2022، بنسبة 2.8 في المائة عن آخر توقعاته السابقة، حيث قدر النمو إلى 7.6 في المائة السنة الحالية مقابل 4.9 في المائة التي كان قد أصدرها في يناير مطلع العام الجاري، بينما كان قد أصدر تقديره بنمو اقتصاد المملكة بنسبة 3.3 في المائة للعام الحالي في تقريره الصادر في يونيو العام المنصرم.
وسجلت بذلك السعودية الأعلى نمواً نقطياً بين دول مجموعة العشرين التي أبدى صندوق النقد توقعاته لاقتصاداتها، بينما تتسق التقديرات للصندوق مع توقعات الحكومة السعودية بنسبة كبيرة، حيث توقعت المملكة نمو اقتصادها إلى 7.4 في المائة العام الجاري و3.5 في المائة العام المقبل 2023، وبذلك تشير التقديرات في مجملها إلى أعلى نمو في الاقتصاد الوطني منذ عقد، حينما سجل الناتج المحلي السعودي نمواً بنسبة 10 في المائة عام 2011.
إلى ذلك، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد السعودي خلال عام 2023 إلى 3.6 في المائة، مقارنة مع تقديراته السابقة بنمو متوقع يبلغ 2.3 في المائة.
وتتزامن هذه التقديرات المتفائلة بثقة ائتمانية عالية أبدتها مؤسسات التصنيف الائتماني للاقتصاد السعودي مؤخراً، كان آخرها قبل أيام تعديل نظرة وكالة «فيتش» المستقبلية للسعودية إلى إيجابية.
وأوضح التقرير ارتفاع نصيب الفرد في السعودية من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.5 في المائة خلال العام الجاري وبنحو 2.4 في المائة في 2023، لافتاً إلى أنه قد تستفيد البلدان المنتجة للنفط من ارتفاع أسعار الطاقة إلى جانب ارتفاع معدلات التطعيم ضد فيروس كورونا، في حين تتأخر الدول التي تعاني من أوضاع الهشاشة.
وتشير التقدرات إلى أن نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي سينمو بنسبة 4.5 في المائة خلال العام الجاري في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بفضل ارتفاع أسعار النفط، ولكنه لن يتعافى إلى مستويات ما قبل الجائحة حتى عام 2023.