كتب: جمال عبد المجيد
سادت حالة من التفاؤل بين أبناء محافظة المنيا في الأشهر القليلة الماضية، عقب إعلان بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، إدراج دير جبل الطير بالمحافظة، ضمن مزارات رحلة الحج المسيحي، ما ينذر بزيادة أعداد السائحين الوافدين من مختلف دول العالم إلى تلك المنطقة، والتي تكسوها روحانيات عظيمة.
ولعل قصة الدير الذي يقع أعلى سفح الجبل الشرقي بالمنيا، تثير إعجاب الكثيرين، وتجعل توافد المسلمين والأقباط عليه بشكل يكاد يتساوى، للتبرك بالمكان، لا سيما المغارة الأثرية الصغيرة التي تقع في قلب الكنيسة.
دير "العذراء مريم"، هكذا يطلق على المكان الأثري الذي احتضن العائلة المقدسة، هربًا من بطش الرومان والملك هليوبليس وتوجهها لمصر، إذ دخلت العائلة في جوف صخرة كبيرة كانت تستقر بتلك المنطقة ، وبها مغارة صغيرة عام 3 ميلاديًا، وظلوا مختبئين بها لمدة ثلاثة أيام، إلى أن استكملوا رحلتهم إلى الجنوب، وسُمي الدير بجبل الطير نسبة الى الطيور المهاجره التي كانت تأتي سنويًا وتستقر على سفح الجبل و تنقر بمنقارها في صدع الجبل، وقد أطلق على هذا الطير بالبيرقيروس، إذ كان يجتمع حول الجبل ثم يهاجر مرة ثانية.
وقال أحد مفتشي الدير ويدعى "مينا ميلاد" إن إدراج المزار ضمن مزارات رحلة الحج للأقباط أمر شديد الأهمية، رسم حالة من البهجة والفرحة على أهالي المنيا جميعًا، وأعاد الأمل لمشاهدة السياحة بشكل قوي مرة أخرى، طوال العام وليس في يوقت معين، مضيفًا أن هذا العام توافد أعداد غفيرة من المواطنين من كافة أنحاء الجمهورية للتبرك بذكرى مرور العائلة المقدسة بجبل الطير، إذ تقدر الأعداد السنوية بما يقرب من 2 مليون زائر من المسيحيين والمسلمين، والجميع يحرصون على الدخول إلى المغارة الصغيرة في قلب الكنيسة، مضيفا انه تم إنشاء الكنيسة الأثرية الموجودة حاليًا بعد أن كانت صخرة اختبىء بها المسيح وأمه، بأوامر من الملكة هيلانا أم الملك قسطنتين الأول عام 328 ميلاديا, وهى كنيسة منحوته داخل الصخرة ومازالت تحتفظ بطابعها القديم، وأطلق عليها اسم كنيسة السيده العذراء .
كما أشار مفتش الآثار إلى أن المغارة الصغيرة الموجودة داخل الكنيسة الأثرية كان مجهول أمرها من القرن الأول القبطي حتى القرن الرابع القبطي، وتم اكتشافها عند قدوم الملكة هيلانا، كما يوجد بها حجاب الهيكل الخشبي من القرن السادس عشر، و3 أيقونات تم رسمها عام 1554.
في نفس السياق قال القس اسطفانوس شحاته الوكيل السابق لمطرانية سمالوط، إن إدراج دير جبل الطير لمزارات رحلة الحج للأقباط دفعه قوية للسياحة المصرية ككل، وليست محافظة المنيا فقط، ومن المقرر أن نرى سياحة تليق بمصر بمعنى الكلمة – بحسب وصفه -، مضيفًا أن إدراج المزار ليس معناه وجوب زيارة كل قبطي لهذا المكان خلال الحج، ولكنه مزارًا معترفًا به من قبل الفاتيكان، حتى لا يختلط الأمر على البعض ويعتقد وجوبية زيارة المكان خلال رحلة الحج للفرد المسيحي.
أضاف شحاته لـ" دار المعارف" أن هناك تطويرًا ملحوظًا بدأت تدخل فيه المنطقة مؤخرًا يتمثل ذلك في تمهيد ورصف الطرق المؤدية الى الدير، وإنارتها وتوصيل شبكات الصرف، وعمل سور حديدي بمحيط الكنيسة الأثرية، غير أن هناك خطة شاملة تقوم بوضعها المحافظة حاليًا للنهوض بالمنطقة ككل لاستقبال السائحين على أكمل وجه.
يذكر أن عصام البديوي محافظ المنيا قد عقد اجتماعًا مؤخرًا مع اللجنة العامة لتطوير مسار رحلة العائلة المقدسة بمنطقة دير جبل الطير، لمتابعة أعمال التطوير وتنفيذ التكليفات التي تم الاتفاق عليها، وقال إنه يجب مراعاة ان يكون المخطط العام كمشروع تخطيطي متكامل وشامل لخدمة أبناء المنيا والترويج للمنطقة على أعلى مستوى لإظهار المكان في أجمل صوره ليس فقط على المستوى المحلي بل أمام العالم اجمع باعتبار انه سيكون مقصد سياحي عالمي، بعد إدراج الدير ضمن رحلة الحج الدينية العالمية بمصر بعد موافقة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان لتصبح كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بسمالوط مزار سياحي ديني يقصده الملايين من جميع أنحاء العالم على مدار العام.
وناقش المحافظ مع الوحدة المحلية لمركز سمالوط ملامح التطوير لقرية جبل الطير والمنطقة المحيطة بها والتحديات التي يجب ازالتها بالتنسيق مع كافة الجهات ، كما استمع المحافظ للحلول والبدائل التي طرحتها شركة مياه الشرب والصرف الصحي لمواجهه مشاكل المياه والصرف الصحي بالمنطقة من خلال انشاء شبكة مياه وكذلك شبكة صرف وانشاء محطة معالجة ثلاثية، ووجه إدارتي المرور والطرق للبدء في وضع التصور الخاص باللوحات الارشادية و التكلفة الخاصة بها والاماكن المقترحة لها بكافة المحاور والطرق المؤدية للدير، كما كلف ادارة السياحة بطباعة كتيب خاص بالمنطقة، و وجه إدارة الاعلام بإعداد اعلان ترويجي قصير حول أعمال التطوير والمخطط المقترح لذلك.
