أكد الدكتور مجدي عاشور، أن العشر الأواخر من رمضان لها خصوصية خاصة من الخيرية والتجليات الربانية، وإن كان رمضان كله خير، داعيا الناس إلى الإكثار من فعل الطاعات بكافة صورها، كما دعا من فاته شيء في رمضان إلى مضاعفة العمل والمداومة على الطاعة حتى يظفر الجميع بمغفرة الله سبحانه وتعالى.
وأوضح عاشورـ خلال لقائه اليوم في الحلقة الواحد والعشرين من حلقات برنامج "آيات محكمات"، والذي نتناول فيه قبس من أنوار القرآن الكريم في شهر القرآن، والذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط /أ ش أ/ على النشرة العامة ومواقع السوشيال ميديا ـ حول النفحات الربانية والتجليات الإلهية على العباد في عشر الأواخر من رمضان : نحن تكلمنا قبل ذلك وكنا في رحاب ستنا السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها، واليوم في رحاب مولانا الإمام الحسين وهذا شرف كبير لنا. تكلمنا عن قول الله عز وجل "أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ" وهذه الأيام تجري الآن ووصلنا إلى العشر الأواخر من رمضان التي فيها تجليات أكثر.. بمعنى أننا نريد أن نرسخ عند الناس أن رمضان كله خير، ولكن الخير يتفاوت فيه نسب، البعض يقول رمضان أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. لا بل رمضان كله رحمة وكله مغفرة وكله عتق من النار.
وأضاف عاشور : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله عتقاء في رمضان وذلك كل ليلة حتى إذا كانت آخر ليلة في رمضان يعتق الله بما أعتقه طول الشهر" ومن ثم يتبين لنا أن العشر الأواخر من رمضان لها خصوصية خاصة ولذلك نقول لمن فاته أمر خلال المدة الماضية كلها في رمضان استدرك نفسك . لقد قلنا من قبل "أياما معدودات" مضى منها 20 وبعدها يأتي 21 أو 22 وهكذا. أيضا من خصائص هذا الشهر أنه ما من إنسان تسأله في أي وقت عن الشهر أي شهر يقول لك أو يجبك بأنه في شهر أبريل أو مايو أو غير ذلك ولا يذكر لك أي شهر هجري. إلا شهر رمضان يقول لك نحن في شهر رمضان ويحدد هذا الشهر دون غيره من الشهور الهجرية، وإن سألته تقول له في أي يوم في رمضان. يجيب مباشرة عكس طول السنة لو سألته عن شهر الله المحرم أو جمادى الأولى أو جمادى الثانية أو الأخرة يقول لك لا أعرف إنما يعرف الشهر الميلادي أما في رمضان ومن شدة ضيائه جعل الشهر الهجري هو الذي يلتفت إليه الناس ودي من ضمن الأيام المعدودات ومن ضمن التجليات والانوار اللي في شهر رمضان لذلك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لما تحدث عن العشر الأواخر من رمضان بين إن هذه العشر وبين إن ليلة القدر التمسوها في العشر الأواخر ، ولهذا نقول يا من فاتك عشرون يومًا أو أكثر أو أقل حاول ألا تفوت لحظه من الأيام الباقية في شهر رمضان.
وتابع عاشور قائلا: لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الذي يفطر في رمضان بغير عذر.. من أفطر في رمضان بغير عذر لم يقضه، ولذلك نقول لكل إنسان حاول ألا تفوتك لحظة، لأن من أفطر في رمضان لن يجزئ معه صيام وإن صام الدهر أي وإن صام السنة المقبلة كلها، أما أصحاب الأعذار فليس لديهم مشكلة بالنسبة لهم.
وأردف عاشور قائلا: كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان، شد همته بمعنى تزيد وعزمه يزداد نشاطا ويوقظ أهله صلى الله عليه وسلم بمعنى يجعل البيت خلية نحل في الذكر والدعاء والابتهال إلى الله والتواصل ومن لديه مسألة يسأل ربنا فيها.. لأن ذلك هو توقيت تفريج الكروب بمعنى وقت إزالة الهم والغم.. وقت الفرحة لأنها تأتي بالفرح والفرج إلى ليلة العيد إن شاء الله ـ عيد الفطرـ ولذلك نقول لكل إنسان اغتنم العشر الأواخر من رمضان واعمل فيها على قدر ما تستطيع وما كنت تقوم به في السنوات وفي الشهور والأيام الماضية . اعمل أكثر منه .. خلاص. ربنا سبحانه يقول لك انهض أمامك فرصة وفرصة عظيمة يضاعف العمل فيها ومن ثم يضاعف الأجر، ولنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى كما أنك تقوم بعمل واحد لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَامَ رمضان إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" طب وليلة القدر "مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ" وهذا يدل على مضاعفة الأجر في هذه العشر الأواخر من رمضان.