ولد بطرس بطرس غالي في نوفمبر 1922 في القاهرة، شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة لولاية واحدة مدة خمس سنوات وكان أول عربي وإفريقي يشغل هذا المنصب في المنظمة الدولية، في فترة تزايد فيها نفوذها في أعقاب دورها الحاسم في حرب الخليج الأولى، وفي أكتوبر عام 1977 عين غالي وزير دولة للشؤون الخارجية. وصحب الرئيس السادات في رحلته إلى القدس.
قال غالي إنه تفاجأ بخطاب السادات عن نيته لزيارة القدس، وكان أول من انفجر بالتصفيق على خطاب السادات الشهير وقتها الرئيس ياسر عرفات ولم يكن عرفات ولا أنا ولا زملائي نتفهم تداعيات ما قاله وفهم معظمنا كلامه أنه تعبير منه على استعداده لبذل أقصى جهد ممكن لتحقيق السلام.
وكشف في كتابه "طريق مصر إلى القدس" أنه علم أن الرئيس السادات قبل أن يلقي كلمته كان قد كشف لبعض مساعديه المقربين عن أنه يفكر فى إعلان عزمه على الذهاب إلى القدس كوسيلة للتغلب على المأزق الدبلوماسي، لكن مساعديه عارضوا ذلك بشدة وأعد السادات كلمة لم تتضمن أية إشارة إلى القدس وكان قد أعطاهم انطباعا أنه قبل وجهة نظرهم لكن مع بداية الكلمة خرج فجأة عن الكلمة المكتوبة وأعرب عن ذهابه إلى إسرائيل وأصاب مساعديه بالدهشة والفزع.
وذكر غالي أنه تم اختياره ليكون مهندسا لهذه الصفقة ومهندسا لإرساء قواعد الاستقرار المصري - الإسرائيلي والتطبيع ويصف أدوار بعض القيادات بالتفصيل فى تعزيز أو إعاقة، تلك العملية ودور نائب الرئيس حسني مبارك وحسين سالم وكذلك المهام التي تولاها حيث بدا له في بداية عمله أنه بلا مهام محددة أو مكتب له برئاسة الوزراء.
وقال غالي، فى كتابه عن هذه الزيارة: شعرت بالقلق بعدما خرج بيجن من الاجتماع مرتاح البال واكتشفت بعدها أن السادات وبيجن اتفقا على مباحثات بين مصر وإسرائيل يحضرها وزيرا الدفاع والخارجية للطرفين.
ويستكمل غالي عن مواجهة السادات ومناورته من أجل استعادة سيناء قائلا: أكد السادات أن صفقة منفردة من أجل سيناء بدت غير واردة. ذلك أن مصر زعيمة العالم العربي، ونحن لا نستطيع التخلي عن الوحدة العربية لمجرد استعادة أراضينا في حين تظل الأراضي العربية الأخرى تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وعن قرار تجميد المستوطنات الإسرائيلية، قال غالي إن كارتر في آخر اجتماع بكامب ديفيد في 17 سبتمبر 1979 يعتقد أنه حصل على موافقة بيجن على تجميد المستوطنات إلى حين قيام سلطة فلسطينية للحكم الذاتي يمكن التفاوض معها على اتفاق إسرائيلي فلسطيني بشأن المستوطنات. ثم في اليوم التالي الإثنين وصل خطاب من بيجن يقول فيه إن إسرائيل ستجمد المستوطنات ثلاثة أشهر فقط، وأحس كارتر وهو فى غاية الانزعاج بأنه قد غرر به.