الكثير منا يعلم أن للصيام فوائد صحية كثيرة ويساعد على خفض الوزن وفق شروط معينة، حيث أوضحت دراسة جديدة أن الصيام قد لا يساعد على خفض الوزن والتخلص من الكيلوجرامات الزائدة أكثر من خفض معدلات الوحدات الحرارية التي يتم الحصول عليها يومياً.
خلال عام، لم يتمكن المشاركون في الدراسة الذين أكلوا حصراً بين الساعة الثامنة صباحاً والساعة الرابعة من بعد الظهر، من التخلص بشكل ملحوظ من الكيلوجرامات الزائدة بمعدلات أكثر بالمقارنة مع من الأشخاص الذين أكلوا ساعة. من جهة أخرى، لم يتمكنوا من الحد من خطر الإصابة بالمشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة عبر خفض مؤشر كتلة الجسم مع التقيد بالصيام.
وتجدر الإشارة إلى أن حمية الصيام المتقطع كانت قد حازت على شهرة واسعة وانتشار بسبب سهولة اتباعها ما يسمح لكل من يتبعها بالتقيد بها للمدى البعيد، في المقابل لا تزال فوائد هذا النوع من الحميات وما إذا كان من الآمن فعلاً حصر الأكل بمواعيد محددة وأوقات محدودة، غير أكيد فعلاً. كما أن الآثار البعيدة المدى لحمية الصيام المتقطع ولحصر الأكل ضمن فترات محددة على معدل خفض الوزن، بالمقارنة مع خفض معدلات الحصول على وحدات حرارية يومية غير مؤكدة بعد.
وقد تابع الباحثون 139 مشاركاً في الدراسة يراوح مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 28 و45 وقد طلبوا من المشاركين التقيد بتناول ما لا يزيد عن 1500 و1800 وحدة حرارية في اليوم للرجال و1200 إلى 1500 وحدة حرارية في اليوم للنساء.
ولتحديد أثر الصيام على معدل خفض الوزن، تم تقسيم المشاركين ما بين مجموعة صائمة ومجموعة غير صائمة. وقد تناول المشاركون في مجموعة الصائمين الطعام ما بين الساعة الثامنة صباحاً والرابعة من بعد الظهر، ثم امتنعوا بعدها عن الأكل، فيما أكل الباقون في أي وقت كان.
وقد أجري تقويم لكل من المجموعتين بعد 6 أشهر من بداية الدراسة، ثم بعد عام منها للتحقق من اي تغيير في الجسم كانخفاض مؤشر كتلة الجسم والوزن ومعدلات الدهون في الجسم ومستوى ضغط الدم ومستويات السكر في الدم ومستويات الشحوم الثلاثية ومخاطر الأمراض الإستقلابية.
بعد عام، بقي 118 مشاركاً في الدراسة، وعلى الرغم من أن المشاركين في مجموعة الذين التزموا ب الصيام قد أظهروا خفضاً بسيطاً في الوزن إلا أن الفارق بين مجموعة الصائمين ومجموعة غير الصائمين لم يكن ملحوظاً، حتى أن كافة المخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة انخفضت أكثر في مجموعة الصائمين، لكن لم يكن أي انخفاض في هذه المستويات ملحوظاً أو مهماً بما يدعو للارتكاز عليه لتفضيل هذا النوع من الحميات.
وبالتالي تبين للباحثين أن النظامين اللذين اتُبعا كانا متقاربين بالنسبة للأشخاص الذين يعانون السمنة، بغض النظر إذا التزموا ب الصيام وأكلوا في فترات محددة او ما إذا كانوا قد خفضوا معدلات الوحدات الحرارية اليومية التي حصلوا عليها، أما الانخفاض البسيط الذي لوحظ، فقد يعود إلى خفض معدلات الوحدات الحرارية التي حصلوا عليها لا إلى تحديد الفترات التي يمكن أن يأكلوا فيها، انطلاق من ذلك، يشدد الخبراء على أنه من الأفضل الحرص على اتباع نظام غذائي يمكن التقيد به ويتماشى مع نمط الحياة بهدف خفض الوزن.