شم النسيم .. عيد الربيع وعيد الزراعة عند المصرى القديم

شم النسيم .. عيد الربيع وعيد الزراعة عند المصرى القديمشم النسيم .. عيد الربيع وعيد الزراعة عند المصرى القديم

منوعات25-4-2022 | 18:17

الاثنين القادم تحتفل مصر ب شم النسيم .. العيد الفرعونى الاصل و شم النسيم هو عيد الطبيعة و عيد الزراعة وعيد الزهور وعيد بعث الحياة وعيد أول الزمان الأكبر إيذانا بموعد عيد الخلق حيث يقوم المعبود رع بالمرور في سماء مصر في سفينته المقدسة وبقرصه المجنح ثم يرسو فوق قمة الهرم الأكبر ثم يصعد إلي السفينة مرة أخري وقت الغروب فيصبغ الأفق باللون الأحمر رمزاً لدماء الحياة التي يبثها المعبود من أنفاسه إلي الأرض ليبعث الحياة في مخلوقاتها وكائناتها وليعلن عن موت الإله "ست" إله الشر.

وحول شم النسيم و عيد الربيع يقول المؤرخ ابراهيم العنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب ان الربيع اطلق عليه بالهيروغليفية اسم ( شمو ) shemw وحرف الاسم إلي "شم" وأضيفت إليه كلمة (النسيم) ويشترك في الاحتفال الفرعون والوزراء والعظماء وعامة الشعب فهو العيد الذي تبعث فيه الحياة ويتجدد النبات (الخلق الجديد) في الطبيعة ، وكانت الأسر المصرية تحتفل بهذا العيد فتبدأ بأن يستحم كل أفراد الأسرة خاصة الصغار منهم وذلك حتي لا تأتي الشمامة فتشم منهم رائحة غير ذكية ، والشمامة اسطورة قديمة تروي أن الإله "سوكارلس" كان يرسل ليلة العيد بامرأة متخفية يطلق عليها اسم (الشمامه) حيث تقوم بجولة في البيوت وتقوم بشم رائحة سكانها 00 فإذا ما شمت رائحة غير زكية تنزل عليهم لعناتها ويتعرضون للمشاكل حتي العام التالي ، وكان الناس يوم شم النسيم يخرجون أفواجاً وجماعات إلي الحدائق والحقول للتريض وهم في غاية الفرح والسرور ويقضون يومهم في أحضان الطبيعة الحالمة ويستنشقون الزهور ويستمتعون بالورود تاركين وراءهم متاعب الحياة وهمومها ، وقد اعتاد المصريون أن يحملوا معهم طعامهم وشرابهم وكان أحب أنواع الطعام لديهم في ذلك اليوم البيض والسمك المملح والبصل والخس والملانة (الحمص الأخضر) أما السبب وراء تناول المصريين القدماء للسمك المملح في يوم العيد فيرجع إلي أن المصري القديم كان لا يأكل السمك في فصل الشتاء ولكنه كان يقوم بحفظه بطريقة التمليح وذلك لقتل الميكروبات الموجودة داخله ثم يقوم بتخزينه داخل أبراش بين طبقات من الملح وعندما يأتي فصل الصيف يقومون بفتح هذه الأبراش لاستخراج السمك كما أن المصري القديم كان يقدس النيل ويطلق عليه الإله { حابي} ولذلك فإنه كان يعتبر السمك الذي يستخرج من مياه النيل إنما تحل عليه البركة ويحقق الشفاء من الأمراض طالما أنه مستخرج من هذه المياه المقدسة للإله حابي أما البصل فهو من بين الأطعمة التي كان المصريون القدماء يعتقدون أن البصل يحمي كذلك من الأرواح الشريرة أما الخس فهوي من النباتات المفضلة في عيد الربيع وقد عرف منذ عهد الأسرة الرابعة وكان يطلق عليه بالهيروغليفية اسم (عب) وهو أحد النباتات المقدسة في مصر القديمة فنري صورته منقوشة تحت أقدام إله التناسل في المعابد الفرعونية أما البيض فكان المصريون القدماء يعتقدون أن العالم كان في البداية بيضة كبيرة الحجم ثم انقسمت إلي قسمين وأصبحت السماء نصفها العلوي والأرض نصفها السفلي ، فالبيضة عند المصري القديم أصل الحياة ورمز استمرارها كما أن البيضة تعبر عن الحياة والموت فمن خارجها ميتة وفي داخلها كائن حي ، وكانوا ينقشون علي البيضة أدعية ويوضع البيض في سلة يتم تعليقها بفرع شجرة ويتم توجيهها إلي الشمس والبيضة التي لم تكسر تعني قبول أدعيتها.

وهكذا كان المصري القديم أول الشعوب التي احتفلت ب عيد الربيع وقد أخذ اليهود عن المصريين احتفالهم بهذا اليوم فقد كان وقت خروجهم من مصر مع موسي عليه السلام مواكباً لاحتفال المصريين ب شم النسيم وقد اختاروا هذا اليوم للهروب من مصر بكل ماسلبوه من ذهب وثروات لانشغال المصريين بالاحتفال بعيدهم ، لقد نقل العالم عن المصريون القدماء هذا العيد ، ففي إيطاليا يسمونه "باسكوا" وفي ألمانيا يسمونه "استر" كما أن العالم الفرنسي "ماسبيرو" ترجم ورقة بردية للقدماء المصريين وجد فيها أن ( امحتب ) نصح المصريين بأن يضعوا الكحل في عيونهم ليلة السبت السابق لعيد شم النسيم تفاؤلاً حتي يظل نظرهم قوياً طوال العام، كما أن يوم ا لأربعاء السابق ليوم شم النسيم هو أربعاء أيوب.

وماذا لو تصادف قدوم شهر رمضان مع حلول يوم شم النسيم ؟

وحول تصادف وجود شم النسيم مع شهر رمضان الكريم يقول المؤرخ ابراهيم العنانى لقد حدث هذا بالفعل في عام 1955 ولم يمنع ذلك من قيام البعض بالإفطار علي البيض الملون والفسيخ والبصل وتابعت الصحافة الفنانين في رمضان ومنهم "زهرة العلا" في شم النسيم وشم البصل وصرحت الفنانة "ماجدة" للصحافة بأنها اكتفت بشراء بيضة كبيرة من الشيكولاته مزركشة الألوان.

الستاتيس والجرس وردتا الربيع :

ويضيف العنانى في الربيع تتصدر وردتا الستاتيس والجرس باقات الورد لارتباط نموهما في هذا الوقت وتتراوح أطوال أعمار الورود ما بين 15 يوماً لزهرة الكريزتيم التي يتم استيرادها من الخارج ويومين للقرنفل البلدي.

ومن عادات المصريين القدماء أن يتم تسجيل الأسماء علي الأشجار أثناء زيارة الحدائق وأيضاً علي جدران المعابد حيث يظهر أسماء الآلة "تحوت وبسشات وآتون" كما يحرص الناس علي وضع زعف النخيل علي المقابر وكان قدماء المصريين ينثرون زعف النخيل بالطرقات التي تمر بها الجنازات بالإضافة إلي عادة توزيع الفطائر والخبز رحمة علي الموتي حيث كان القدماء يقدسون الخبز ويقدمونه للإله واطلقوا عليه اسم "عيشاء" وهو الاسم الذي نطلقه علي الخبز حتي الآن .

كتاكيت ملونة :

احتفالا ب شم النسيم فبعد أن كان الاحتفال قاصراً علي تلوين البيض فقط امتد إلي تلوين الكتاكيت أيضاً فقد حرص عشرات الأطفال في ألاسكا علي رؤية الكتاكيت الملونة وذلك قبل يوم من الاحتفال ، وجدير بالذكر أنه يتم تلوين الكتاكيت عن طريق حقنها بالألوان غير السامة لتبدو ملونة مثل الكتاكيت الملونة جينياً وتتميز هذه الألوان بأنها تختفي بعد فترة ولا تضر بالكتاكيت وينمو ريش جديد لها

أشهر الزهـور فى الربيع

وحول اشهر زهور الربيع يقول العنانى ان زهرة اللوتس : كانت رمزاً لمصر وكان المصري القديم يبدأ صباح يوم الحدائق الذي يعرف الآن بيوم شم النسيم باهدائها لزوجته كما كانوا يصنعون منها القلائد التي يضعونها علي أعناق زائريهم وكانت النساء تتزين بها ولزهرة اللوتس نوعان هما : الأزرق الأكثر انتشاراً والأبيض النادر ويسجله أثر واحد يرجع تاريخه إلي الأسرة الـ 12.

ومن غرائب الزهور ما يظهر حالياً في أندونيسيا حيث تتفتح زهرة "الكاراكاس" النادرة في جاكرتا عاصمة اندونيسيا ويصل طولها إلي 3 أمتار.

فنجان البيض الملوكي :

يقول المؤرخ ابراهيم العنانى لولا عشق الملك الفرنسي لويس الخامس عشر للبيض المطهي بطريقة البرشت لما تم اختراع أداة المائدة الخاصة بالبيض وهي عبارة عن فنجان صغير يشبه فنجان القهوة ولكن بدون يد توضع فيه البيضة المطهية بالطريقة السابقة لتأكل بالملعقة وطريقة البرشت لا تصل إلي حد السلق بل يترك البياض والصفار بداخلها شبه سائل للاعتقاد بأنه أكثر فائدة وكان البيض المطهو بطريقة البرشت يتصدر مائدة افطار الملك لويس الخامس عشر يوم الأحد من كل أسبوع ، ولذلك تم اختراع فنجان أو كأس البيض من الذهب ليسهل عليه تناول البيض بطريقة "شيك".

ولم ينس الملك أن يأمر بصنع فنجان بيض ولكن من الفضة لمحبوبته مدام بومبادرو بعد ذلك انتشر استخدام هذا الفنجان بين النبلاء حيث أن النبلاء يقلدون كل ما يفعله الملك والبرجوازيون يقلدون ما يعمله النبلاء
وهكذا وصل فنجان البيض إلي عامة الشعب واحتل مكاناً مرموقاً علي جميع الموائد الفرنسية وتطورت صناعته إلي أن وصلت إلي عصرها الذهبي في مطلع القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

حكاية أشـهر بيضة في العالم :

بدأت القصة عندما قرر القيصر الكسندر الثالث إهداء زوجته الامبراطورة "ماريا" بيضة عيد الفصح عام 1885 من الماس ويقال أيضاً ربما للاحتفال بالذكري السنوية رقم 20 لخطوبتهما ، واستمد الكسندر إلهامه للفكرة من إعجاب زوجته ماريا بقطعة من الماس كانت تمتلكها خالتها الأميرة "ماري" أميرة الدانمارك ، وظلت في خيالها منذ الطفولة والسر في إعجابها لتلك القطعة أنها كانت بيضة من المينا وتفتح لتجد بداخلها الصفار كرة من الذهب غير اللامع وما أن تفتح حتي تجد بداخلها دجاجة مرصعة بالألماس الموجود بالتاج الامبراطوري ، وفي عيد الفصح قدم القيصر الكسندر الثالث هديته الثمينة بيضة من المينا والذهب مرصعة بالأحجار الكريمة والألماس للامبراطورة ماريا فدورفنا التي سرت بها سروراً كبيراً ومنذ ذلك الوقت أصبحت هذه الهدية تقليداً عائلياً لقياصرة الامبراطورية الروسية ظل حتي الثورة البلشفية عام 1917م

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2