لا شك أن الاسئلة حول ليلة القدر لا تنتهي، فالكثير يبحث عن موعودها، والآخر يبحث عن علاماتها، فهي ليلة قال الله تعالي في شأنها: « لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ »، وينتظر كل مسلم في مختلف بقاع الأرض، ليلة القدر ليدعو الله بما يتمنى، فهي ليلة استجابة الدعاء وغفران الذنوب.
ترصد «بوابة دار المعارف» موعد ليلة القدر، وعلاماتها من السنة النبوية.
موعد ليلة القدر
لا يوجد نص صريح وواضح في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة يحدد موعودها صرحتًا، ولكنها تكون في العشرة الأواخر من شهر رمضان الكريم، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» رواه البخاري.
عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلَى الله عليه وسلّم قال: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان؛ ليلةَ القَدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقَى، في خامسة تبقي» رواه البخاري.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلَى الله عليه وسلم فقال: «إني أُريت ليلةَ القدر، وإني نسيتها (أو أُنسيتها)، فالتمِسوها في العشر الأواخر من كل وتر» رواه البخاري، ومسلم.
وقد أجمع العلماء والفقهاء أن ليلة القدر هي ليلة تكون في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وخاصة في الليالي الوترية استنادًا بالأحاديث النبوية الشريفة.
علامات ليلة القدر من السنة النبوية
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَمَارَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَنَّهَا صَافِيَةٌ بَلْجَةٌ كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا سَاطِعًا سَاكِنَةٌ سَاجِيَةٌ لَا بَرْدَ فِيهَا ولَا حَرَّ، وَلَا يَحِلُّ لِكَوْكَبٍ أَنْ يُرْمَى بِهِ فِيهَا حَتَّى تُصْبِحَ، وَإِنَّ أَمَارَتَهَا أَنَّ الشَّمْسَ صَبِيحَتَهَا تَخْرُجُ مُسْتَوِيَةً لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَحِلُّ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا يَوْمَئِذٍ» رواه أحمد.
وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي كُنْتُ أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ نُسِّيتُهَا، وَهِيَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، وَهِيَ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا لَا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يُضِيءَ فَجْرُهَا» رواه ابن خزيمة.
عن أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنهُ قال: تَذاكَرْنا ليلةَ القَدْرِ عند رسولِ اللهِ صلَّ الله عليه وسلَّمَ. فقال: «أيُّكم يَذكُرُ حين طلَع القمرُ وهو مِثلُ شِقِّ جَفْنَةٍ» رواه مسلم.