تحيي الصحافة الجزائرية
اليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل التحديات العالمية التي تمخضت عن سرعة وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي، والحروب السيبرانية التي قد تهدد الأمن القومي للدول، وما يتوجب من حتمية التكيف مع هذه المعطيات الجديدة.
وشهدت الصحافة في
الجزائر مراحل تطور عديدة، مكنتها من الانتشار وزيادة التأثير على الجمهور، منذ عهد الاستعمار وحتى مع بناء "
الجزائر الجديدة".
وتشير الاحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الاتصال الجزائرية إلى أن عدد الصحفيين في
الجزائر بات حاليا يقارب تسعة آلاف صحفي، في حين يتجاوز عدد الصحف 180 جريدة، إضافة إلى أكثر من عشرين قناة تلفزيونية، بل صارت الساحة الإعلامية تعج بالمواقع الإخبارية الالكترونية التي يصل عددها إلى 150 موقعا إلكترونيا.
مرت الصحافة الجزائرية بأربع مراحل مختلفة، كل منها كانت شاهدة على حقبة تاريخية معينة، فكانت البداية مع صحافة الحقبة الاستعمارية، حين أصدر الفرنسيون صحيفة المبشر عام1847، وشهدت تلك الحقبة صدور عدد كبير من الصحف أهمها صحف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
ثم جاءت مرحلة صحافة الثورة التحريرية في عام 1962، وشهدت هذه المرحلة ظهور أعداد كبيرة من الصحف باللغتين العربية و الفرنسية، إضافة على الصحافة المتخصصة التي تغطي اهتمامات و حقولا مختلفة.
ولعبت صحافة الثورة التحريرية ضد المستعمر الفرنسي دورا كبيرا في حشد وتعبئة المجاهدين وإطلاع العالم كذلك على حجم المجازر التي ارتكبها المستعمر في صفوف المقاومة الجزائرية.
أما المرحلة الثالثة، وهي صحافة الحقبة الحاضرة والتي بدأت منذ عهد الاستقلال عام 1962، وتطورت مع الوقت حتى شهدت واقع التعددية السياسية والحزبية، بالرغم من كونها خضعت لبعض الوقت لبعض التجاذبات السياسية وتأثير أصحاب رؤوس الأموال.
ثم جاءت صحافة "
الجزائر الجديدة"، لتضع حدا لهذه التجاذبات وسيطرة بعض رؤوس الأموال، مع الحفاظ على مكتسبات التعددية واحترام الرأي الآخر دون الإخلال بواجبات الحفاظ على الأمن القومي والتصدي الفعلي للحروب السيبرانية ومواجهة الشائعات وتفنيدها أولا بأول.
ولعل ما ميز هذه المرحلة من الصحافة هو قدرتها على الاتحاد في مواجهة الشائعات والأخبار المغرضة التي تستهدف في المقام الأول الوعي العام.
وتضع الحكومة الجزائرية اللمسات الأخيرة لإصدار قانون جديد للإعلام في ضوء التطورات التي تشهدها الساحة الإعلامية العالمية لضمان الحفاظ على حرية التعبير بشكل أوقع، والتي نص عليها الدستور الجزائري المعدل في عام 2020، فضلا عن تأسيس مجلس للصحافة يتكون من خبراء وإعلاميين ذوي خبرة عالية، والذي ستنبثق عنه عدة لجان كلجنة آداب و أخلاقيات المهنة لتنظيم المهنة.