قال الكاتب الأمريكي دافيد إجناتيوس، إن روسيا ارتكبت كثيرا من الأخطاء منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا.
وأضاف الكاتب، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن من ضمن الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها روسيا، والتي كلفتها الكثير منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا هي المبالغة في توقعاتها بشأن تفوقها في الحرب الإلكترونية كجزء من الحرب العسكرية الدائرة حالياً على الأراضي الأوكرانية.
وأشار إلى أن روسيا فشلت حتى الآن في عمليات التشويش الإلكتروني على الاتصالات، وهو جانب مهم وحيوي لتحقيق أي انتصار عسكري، وتابع أن الجانب الروسي أخفق كذلك في تقييم القدرات الحقيقية للجانب الأوكراني، ولم يأخذ في الحسبان حجم المساعدات الكبيرة التي يقدمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) لأوكرانيا.
ويرى الكاتب أن الحرب الإلكترونية تعتبر في الوقت الحالي واحدة من أهم فنون القتال العسكري، والتي قد تحسم المعركة الحربية، إلا أن كثيرين يغفلون أهميتها في حسم الحروب.
واستعرض الكاتب آراء الخبر بأن أوكرانيا تمكنت في الآونة الأخيرة من التنصت على اتصالات القيادات الروسية، كما أنها تمكنت كذلك من إعاقة إشارات لاسلكية، إلى جانب التشويش على عمليات المسح الإلكتروني، واستطاعت كذلك السيطرة على أنظمة روسية متطورة للحرب الإلكترونية.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية وشركاءها من أعضاء حلف شمال الأطلسي قاموا بإمداد أوكرانيا بأجهزة حرب إلكترونية متطورة، إلى جانب توفير التدريب لكوادر أوكرانية؛ لتعزيز قدراتها العسكرية في هذا المجال.
وعزا الكاتب هذا النجاح الأوكراني في مجال الحرب الإلكترونية وتفوقها على الجانب الروسي أيضاً إلى قدرة كييف على إعادة بناء قدراتها في هذا المجال بعد الإخفاقات التي تكبدتها بسبب الهجمات الروسية في عامي 2014 و2015 في شرق أوكرانيا، حيث حققت روسيا آنذاك نجاحاً باهراً، مما دفع قيادات وزارة الدفاع الأمركية إلى التعبير عن مخاوفهم من تكرار هذا النجاح في الحرب الحالية في أوكرانيا.
وقال إن القيادات الروسية ارتكبت خطأين جسيمين أثناء الإعداد لحربهم الحالية في أوكرانيا، حيث أنهم افترضوا أن الجانب الأوكراني لم يتمكن بعد من تطوير قدراته العسكرية، بالإضافة إلى فشلهم في تقدير حجم المساعدات والتدريب التي من الممكن أن يقدمها حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا، حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بعد هجمات 2015 في إمداد أوكرانيا بأجهزة حرب إلكترونية متطورة، بل وقامت أيضاً بتدريب كوادر أوكرانية على استخدامها في قاعدة تدريب، والتي قامت أمريكا وحلف شمال الأطلسي بإنشائها في غرب أوكرانيا عام 2015.
واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد أن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلاً أمام الدور الذي لعبته الحرب الإلكتروينة، خلال العملية العسكرية الروسية الحالية في أوكرانيا، وسوف يروى العديد من الروايات حول المساعدات الأمريكية ل أوكرانيا في هذا الصدد، والتي كان لها أكبر الأثر في تفوق الجانب الأوكراني على القوات الروسية.