مع استمرار القتال العنيف في شرق أوكرانيا، ومحاولة موسكو السيطرة على مصنع آزوفستال في ماريوبول، الذي يعتبر موطن آخر المقاتلين الأوكران في المدينة المحاصرة، يحذر مسؤولون أوكرانيون من أن اقتراب "يوم النصر" في روسيا، الموافق الاثنين المقبل، قد يعني "توسيع الحرب، ومزيد من الدمار" في أوكرانيا، حسبما نقلت عنهم صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ويُعد يوم النصر الذي يحل في التاسع من الشهر الجاري أحد أهم المناسبات الوطنية في روسيا، وهو ذكرى استسلام ألمانيا النازية عام 1945، فيما يُعرف في روسيا بالحرب الوطنية العظمى.
وشهد محيط مصنع آزوفستال بالمدينة الساحلية يوما آخر من القتال الضاري، الأربعاء، حيث حاولت القوات الروسية اقتحام المصنع مع وجود ما يصل إلى 200 مدني يحتمون بداخله، في انتظار فرصة للإجلاء.
وتنقل "واشنطن بوست" عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن "سكان ماريوبول يجبرون على إزالة الأنقاض في المدينة قبل الاحتفال الروسي المزمع إقامته الاثنين المقبل".
وقالت وكالة المخابرات الدفاعية الأوكرانية إن الاحتفالات ستكون جزءا من "حملة الدعاية واسعة النطاق للكرملين".
ومع استمرار الحرب، فإن الأوكرانيين ودول غربية في "حالة ترقب بشأن الكيفية التي سيحتفل بها الكرملين" بيوم النصر، وفقا للصحيفة.
وكان الكرملين نفى، الأربعاء، التكهنات بأن الرئيس فلاديمير بوتين يعتزم إعلان الحرب على أوكرانيا وإعلان التعبئة الوطنية في التاسع من مايو، عندما تحيي روسيا هذا اليوم.
وتنقل الصحيفة عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية قولها، في أواخر مارس الماضي، إن الجنود الروس أُبلغوا أن الحرب يجب أن تنتهي بحلول ذلك التاريخ.
وردا على سؤال حول التكهنات بأن بوتين سيعلن الحرب على أوكرانيا في التاسع من مايو، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "لن يحدث أمر كهذا. هذا هراء".
وأضاف بيسكوف أنه لا ينبغي للناس الاستماع إلى التكهنات بإمكانية اتخاذ قرار بشأن التعبئة الوطنية.
وبينما تدور التكهنات حول ذلك اليوم، لا يمكن التقليل من أهميته بالنسبة للروس، كما قال متخصصون بالتاريخ الروسي لصحيفة واشنطن بوست، حيث "تسعى روسيا إلى أن تصبح إمبراطورية من خلال شن حرب في بلد يحاول الحفاظ على استقلاله (أوكرانيا)".
واستغل بوتين الخطابات السابقة في يوم النصر لتوجيه انتقادات للغرب واستعراض القوة العسكرية للجيش الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.