قبل 25 يناير رفضوها.. وبعدها أرادوها إخوانية .. قصة نقابة الإعلاميين كما رواها حمدى الكنيسى لـ "أكتوبر"

قبل 25 يناير رفضوها.. وبعدها أرادوها إخوانية .. قصة نقابة الإعلاميين كما رواها حمدى الكنيسى لـ "أكتوبر"قبل 25 يناير رفضوها.. وبعدها أرادوها إخوانية .. قصة نقابة الإعلاميين كما رواها حمدى الكنيسى لـ "أكتوبر"

*سلايد رئيسى11-3-2017 | 22:48

فى حواره المهم المنشور فى عدد مجلة "أكتوبر" الصادر غدا الأحد 12من مارس الحالى يروى الإعلامى الكبير حمدى الكنيسى للزميل الصحفى صالح الفتيانى حكايته مع نقابة الإعلاميين منذ بدايتها فكرة وحتى خروجها للنور .. فيقول:

- لن تصدق فهذا الحلم يعود لفترة ما بعد حرب أكتوبر وتحديدا فى عام ١٩٧٥، ففى هذا الوقت شكلت إسرائيل لجنة لبحث أسباب انتشار البرنامج الإذاعى الذى كنت أقدمه "صوت المعركة" بين الإسرائيليين الذين يعرفون اللغة العربية وكذلك الفلسطينيين وقد تم إبلاغ الرئيس السادات بهذا الأمر وكان وقتها موجودا فى استراحة الإسماعيلية ومعه د. جمال العطيفى وزير الإعلام، وفوجىء العطيفى بالرئيس السادات يقول له:

"أنا عايز أعرف حمدى الكنيسى تم تكريمه، ولا يتم معاملته زى أى مذيع آخر، دا قالب الدنيا فى إسرائيل" .

بعدها أرسل لى الوزير وكان شخصية محترمة جدا وقال لى:

" الرئيس السادات طلب منى تكريمك وتقدير عملك وأنا من جانبى أتابعك منذ فترة وأرى أنك كادر سياسى وثقافى هايل ولذلك سأقوم بترقيتك درجتين استثنائيتين، فقلت له:

"سيادة الوزير أنا عمرى ما خطر فى بالى أن أعمل مراسلا حربيا لكى يتم ترقيتى، وعموما لو إنت عايز تكرمنى ياريت دا يكون تكريم لنا إحنا الإعلاميين وذلك بإنشاء نقابة لنا.."

ومرت عدة أيام ووجدت الوزير يرسل فى طلبى للحضور لمكتبه وهناك وجدت كل القيادات الإعلامية موجودة عنده وكنت وقتها شابا صغيرا ووجدت الوزير يقول لهم وهو يشير إلىّ:

" لو فى نقطة مضيئة فى هذا المبنى فهى هذا الشاب فقد رفض ترقيتين لنفسه وطلب نقابة للكل.." المشكلة أنه تم استبعاد الوزير العطيفى فى التغيير الوزارى الذى حدث بعد ذلك ودخلنا فى دوامة كل وزير يأتى نطرح عليه الموضوع دون أن يحدث أى جديد.

اعملهم نقابة ياصفوت

ويسأله الزميل : طبعا هذا جعلكم تشعرون باليأس وتصرفون النظر عن موضوع النقابة؟

- بالعكس لم نيأس وفى فترة تولى منصور حسن وزارة الإعلام فوجئنا به يرسل إلينا ليعلن موافقته على إنشاء النقابة وطلب منا البدء فى الإجراءات، وبدأنا بالفعل أنا ومحمود سلطان وشفيع شلبى فى التحرك وفجأة وجدته يرسل لى.. "معلش انسى الموضوع"، فكانت صدمتى شديدة وسألته: "ليه ياسيادة الوزير؟" فرد على: "أنا دماغى اتقلبت اللى يقولى من القيادات الإعلامية عنكم دول شوية عيال سيبك منهم.. واللى يقولى دول يساريين بتوع سياسة..".

لم نيأس واستمر نضالنا من أجل النقابة حتى جاء أحد أعياد الإعلاميين فى الثمانينات من القرن الماضى وفى وجود الرئيس الأسبق مبارك وتحدث وقتها فى اللقاء مكرم محمد أحمد وإبراهيم سعدة وقمت أنا وقلت: "ياريس الذين تحدثوا الآن صحفيين ولهم نقابة تحميهم، أما نحن فى الإذاعة والتليفزيون فنعتبر الفئة الوحيدة الذين لا تضمهم نقابة" ، فقال الرئيس مبارك للوزير صفوت الشريف: "اعملهم نقابة ياصفوت.."، بعدها أرسل لى الوزير صفوت الشريف وقال لى أنا زعلان منك فهذه الأمور كان يجب مناقشتها فيما بيننا، وطرح على فكرة إنشاء نادى مثل نادى القضاة وفوجئت بعدها بقرار تعيينى سكرتيرا لهذا النادى، فقلت للوزير: " أنا كنت فاكر نادى يعنى جمعية عمومية وانتخابات وغيره فتدخل أحد الحاضرين للاجتماع من ولاد الحلال وقال للوزير: هو الكنيسى كده مبيعجبوش حاجة أبدا"..

استمر هذا الحال حتى جاء الوزير أنس الفقى وفى عهده نظم بعض الإعلاميين مظاهرة للمطالبة ببعض الحقوق فاعترض عليها وقال لهم: "اعملوا نقابة وقولوا فيها هذا الكلام، وبسرعة التقطنا الخيط وبدأنا نشتغل لانجاز مشروع قانون نقابة الإعلاميين ولكن لم يستطع الوزير تمريره.

ثورة يناير

وجاءت ثورة يناير ووجدت أحد الأشخاص أعضاء برلمان الإخوان ٢٠١٢ يحدثنى إنهم يريدون إنشاء نقابة للإعلاميين ويريدوننى معهم لاهتمامى الكبير بهذا الأمر لكنى عرفت من أحد المقربين منهم بالطريقة التى يريدون بها النقابة وقلت فى نفسى إنهم يريدونها نقابة إخوانية، وخاصة إنهم مشهورون باختراق النقابات، ولذلك رفضت طلبهم لعلمى بنواياهم السيئة، ومع ثورة ٣٠ يونيو تحركت بمشروع قانون النقابة من الرئاسة لمجلس الوزراء للبرلمان، وأخيرا أصدر رئيس الوزراء قرار تشكيل اللجنة التى ستدير مسألة التأسيس حتى إجراء الانتخابات وبذلك تحقق الحلم الذى كنت أطلق عليه الحلم المراوغ لأنه كلما اقترب تحقيقه كان يهرب منا.

اقرأ باقى الحوار فى عدد مجلة "أكتوبر" الصادر غدا 12/3

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2