اللغة العربية فى خطر!

اللغة العربية فى خطر!بهاء زيتون

الرأى7-5-2022 | 08:57

ما قاله فضيلة الشيخ على جمعة يستحق التوقف أمامه وهو كلام فى غاية الأهمية حيث قال: إن تلاميذ الجمهورية شبه نسيت اللغة العربية وأصبحوا يكتبون بشكل خاطئ، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك بسبب ابتعادهم عن قراءة النصوص الأدبية والقصص الروائية.

وهو كلام يجب أخذه بمحمل الجد؛ لأنه خارج من لسان شيخنا الجليل، وليس من العامة أو الطلبة أو أولياء الأمور.. وهو كلام نتوجه به إلى وزير التربية والتعليم، الذى قام بتغييرات وقرارات غير مدروسة أضاعت الثوابت التعليمية، بحجة تطوير التعليم وساعدت على تفشى ظاهرة عدم معرفة التلاميذ للقراءة والكتابة.. ومنها إلغاؤه لامتحانات الكتابة للتلاميذ من الصف الأول إلى الثالث الابتدائى حتى يصطدم التلميذ بالصف الرابع الابتدائى بالامتحان وهو لا يعرف أن يقرأ أو يكتب، والمصيبة الثانية أن معظم الامتحانات أصبحت قائمة على نظام الاختيار من متعدد وعدم وجود الأسئلة التى تقيس التعبير أو الأسئلة المقالية التى تقيس القدرة على الكتابة المقالية.. والشىء الثالث أن التابلت أصبح أهم من الكتاب وقائما أيضا على الاختيار من متعدد وعدم الكتابة المقالية.. ورابع الأسباب أن القصص أصبحت للقراءة فقط، ولا تضاف للامتحانات، والسبب الخامس أنه أصبح اعتماد التلاميذ على الكتب الخارجية بعد ترخيص طبعها للتوفير، وسادس الأسباب تفشى الغش.

هذه الأخطاء وهذه الأسباب قد ساعدت على خروج أجيال مبهمة الهوية لا تعرف القراءة ولا الكتابة.. وأننى أقول لشيخنا بأن يوجه نقده للمؤسسة التعليمية وليس للطفل الصغير.. فهذه الظاهرة ناتجة عن تراكمات أكثر من 40 سنة من التخبط فى السياسات التعليمية، وهى ليست وليدة اليوم.

فكثير من الطلبة الذين تخرجوا من الجامعة يخطئون فى الكتابة وهذه مصيبة كبيرة.. وقد حكى لنا المستشار عدلى حسين بأنه عندما كان محافظًا للقليوبية تقدم له طالب حاصل على بكالوريوس التجارة من إحدى الجامعات المصرية بطلب يطلب فيه الحصول على قرض من قروض الصندوق الاجتماعى، وكتبه على النحو التالى: "أريد قرد من قرود الصندوق الاجتماعى"!!.. تصوروا؟

هذا حال الكثير من المتعلمين، وهى مسئولية المؤسسة التعليمية.. وهى ظاهرة أصبحت ملحوظة فى الفترة الأخيرة، مما يؤكد على أن اللغة العربية أصبحت فى خطر ولابد من إعادة امتحانات النقل فى الصفوف الأولى بالمرحلة الإبتدائية وإعادة النصوص القرائية، وأن تكون هناك أسئلة مقالية فى الامتحانات لتعويد التلاميذ على التعبير وعلى الكتابة حتى لا نفاجأ بأجيال لا يعرفون القراءة والكتابة ولغتهم العربية "مكسرة".

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2