مذكرات موظف عام (2 – 2) !

الرأى11-5-2022 | 10:26

مازلنا مع مذكرات د. على سليمان وكيل أول وزارتى الاقتصاد والتعاون الدولى الأسبق، والتى يشير فيها إلى أن والده كان يعمل بالتدريس (ناظر مدرسة) وينتمى إلى عائلة من أعيان الريف المصرى وكان أول من حصل على ليسانس الآداب فى قرية (كفر الحاج داود) مركز السنطة بمحافظة الغربية عام 1925، وقد تولت عائلته العمودية لعدة أجيال وحصل جده على منحة من الخديو إسماعيل عندما كان على رأس مستقبليه عند زيارته للمحافظة، وكانت عبارة عن 50 فدانا، وبعدها تم تفتيت الأرض بالميراث ولم ينل والده إلا بضعة فدادين قليلة، اضطرت الأسرة لبيعها فيما بعد لاستكمال تعليم الأبناء بعد وفاته.

اهتم د. على منذ صغره بالشأن العام، وكان كثير القراءة من خلال شراء المجلات والكتب أو استعارتها من المكتبة العامة المجاورة لمنزله بالعباسية.
وعندما تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حصل على الماجستير من الجامعة الأمريكية عن بحث بعنوان (آثار الضرائب غير المباشرة على التضخم فى مصر)، وكان ذلك تأثرًا بالمظاهرات التى قامت بسبب زيادة أسعار الأرز من قرشين إلى ثلاثة قروش أثناء وزارة زكريا محيى الدين عام 1966!
وحصل د. سليمان على دبلوم التخطيط والتنمية من معهد الدراسات الاجتماعية بهولندا، ثم درجة الدكتوراه من جامعة «أبوا» الأمريكية فى الاقتصاد عام 1975، ثم عمل كخبير استشارى فى صياغة السياسة الاقتصادية فى إحدى الشركات المتخصصة فى مدينة بوسطن مسقط رأس الرئيس الأمريكى والأشهر «جون كيندى»، واضطر للبحث عن عمل آخر بعد مضايقات كثيرة فى العمل بسبب حديثه ونزاهته ومحاولات كشفه لوقائع فساد، ومن حسن حظه أن اتصل به أستاذه السابق د. سعيد النجار ليعرض عليه العمل معه فى البنك الدولى كمساعد للمدير التنفيذى، حيث كانت فترة ثرية ماليا وفنيا مع الاستقرار الوظيفى والعائلى.
ثم تصادف أن كانت دولة المالديف – فى قارة آسيا – تنوى إنشاء جهاز للتخطيط الوطنى للمساعدة فى إدارة اقتصاد البلاد، ورشحه زملاء الدراسة بالقاهرة من المالديفيين والذين تولوا مناصب كبرى فى بلدهم أثناء فترة الرئيس الأسبق مأمون عبد القيوم، وتمكن من الحصول موافقة البنك على الانتداب للعمل مستشارا لمدة عامين تمكن فيهم من إعداد أول خطة خمسية للمالديف التى كانت تعانى من فقر مدقع ولكنها كانت محظوظة بحكم مجموعة من الشباب المتحمس والراغب فى النهوض ببلده بكل جدية وإخلاص.
وقد عمل د. على أيضًا مستشارا اقتصاديا فى وزارة التخطيط السعودية لمدة أربع سنوات، عاد بعدها إلى القاهرة للعمل فى مجال البنوك ثم وزارتى الاقتصاد والتعاون الدولى، حيث أسس إدارة جديدة للبحوث والدراسات من 30 شابا من خريجى الجامعات، تم اختيارهم بعناية ودون واسطة!
وختم د. على حياته الوظيفية رئيسا لمؤسسة التمويل الإسلامية للقطاع الخاص، والتى كانت إحدى أذرع البنك الإسلامى للتنمية بمدينة جدة السعودية، وكانت تجربة ناجحة ومثمرة.
ومازال د. على يخدم بلده من خلال كتاباته فى بعض الصحف والمجلات المصرية المتخصصة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2