نحتاج «حكومة أزمة»

نحتاج «حكومة أزمة»محسن حسنين

الرأى12-5-2022 | 09:44

ماتزعلوش مني..!!

سأتخلى اليوم عن الكتابة بأسلوبى الساخر المعتاد عن أهم القضايا على الساحة؛ لأننى أستشعر أن الوضع الاقتصادى الراهن لا يحتمل أى سخرية أو هزار؛ بل لابد من أن أسهم برأيى المتواضع فى كيفية الخروج من المأزق الحالي..
وأرجو ألا تنزعجوا من كتابتى بهذا "الوش الخشب"..!!

قد يكون كلامى هذا صادما للكثيرين.. لكنه خلاصة خبرة تقترب من نصف قرن فى الصحافة الاقتصادية؛ عايشت فيها كل أنواع الأزمات التى مرت بها مصر.. من أزمة بل أزمات نقص النقد الأجنبي.. وأزمة ارتفاع ديوننا الداخلية والخارجية مرورا بأزمة ارتفاع فاتورة الواردات والعجز المزمن فى الموازنة العامة للدولة وميزان المدفوعات؛ وحتى أزمة التضخم وارتفاع أسعار كل شيء.. حتى المش والجعضيض..!
لذلك أقولها بملء الفم أن مصر تحتاج الآن، أكثر من أى وقت مضى، لـ"حكومة أزمة" تفكر خارج الصندوق.

فقد تكالبت علينا الأزمات كلها فى نفس الوقت.. فى ظروف لم نشهدها على مدى تاريخنا الحديث.. فإلى جانب أزمة نقص النقد الأجنبى تفاقمت الديون الداخلية والخارجية، فى نفس الوقت الذى تضربنا فيه بلا هوادة، وتضرب العالم كله، موجات تضخم أشبه بإعصار "تسونامي".. وسط حروب وصراعات وأزمات غذاء وطاقة عالمية وانتشار أوبئة..!!

ألا يستدعى كل هذا تشكيل "حكومة أزمة" تضم خيرة علمائنا وعقولنا الاقتصادية والسياسية؛ لوضع خطط علمية لتجنب الآثار المدمرة للأزمات الراهنة على البلاد والعباد..؟!
هذه كلمتى أقولها لوجه الله والوطن بعد أن وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا.. ربنا يجعلها خفيفة على الحكومة ووزراء الحكومة..!!

أعتقد أنـــه يجـــب أن يكـــون على رأس "حكومة الأزمة" شخصية تعلم تماما كيفية التعامل مع المؤسسات الدولية خاصة صندوق النقد الدولي؛ لأننا فى المرحلة الراهنة نحتاج وبقوة لمساندة الصندوق للتعامل مع أزمة الديون بإعادة الجدولة والحصول على شرائح جديدة من الصندوق؛ والحصول على شهادة بجدارتنا الائتمانية.

وفى تقديرى أن هناك شخصيات تنطبق عليها هذه المواصفات، منها الدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار الأسبق والمدير التنفيذى الحالى لصندوق النقد الدولى وعضو مجلس إدارته ممثلا لمصر والمجموعة العربية.
وأنا شخصيا أرجح كفة محيى الدين لأسباب عديدة.

وعلى فكرة فقد كنت من أشد المنتقدين لمحيى الدين فى عز قوته عندما كان فى منصبه الوزارى وقربه من القيادة السياسية ومركز صنع القرار آنذاك.. لكننى مع ذلك أرى أن المرحلة الراهنة تحتاجه وبشدة للتعامل مع الأزمة الحالية.
مرة تانية.. أقول قولى هذا وأتمنى أن يكون كلامى خفيفا عليهم وعليكم..!!

أضف تعليق