دار المعارف
«جريدة مصر السينمائية»، هي أول جريدة مصورة ظهرت في شكل غير منتظم. لم يكن اسمها في البداية «مصر السينمائية»، بل كانت تحمل عنوان «آمون»، وكان يصنعها آنذاك «محمد بيومي» ـ رائد السينما المصرية الحديثة والذي قدم بواكير إنتاجها في العقود الثلاثة الأولى في عهد السينما الصامتة وإن كان لا يعرف اسمه سوى المتخصصين. بيومي ظل يصدر الجريدة المصورة، إلى العام 1925.
وفي ذلك العام، ظهرت «شركة مصر للتمثيل والسينما»، كنتيجة مباشرة لحركة (تمصير الاقتصاد) الوطني، التي قادها الاقتصادي الكبير محمد طلعت حرب باشا. أسس حرب عدداً كبيراً من الشركات الوطنية العامة في شتى المجالات المالية والصناعية، وكان يعتبر الفن صناعة مربحة يجب تمصيرها، فأسس شركة للإنتاج السينمائي ـ هي "مصر للتمثيل والسينما" وشركة "استديو مصر" التي احتوت أحدث البلاتوهات ومعامل الطبع والتحميض في الشرق آنذاك، وشركة ثالثة للأسطوانات الموسيقية، وكان من أهم ثمارها إنتاج اسطوانات أم كلثوم الأولى في أواخر العشرينيات.
اتجهت شركة مصر للتمثيل والسينما في 1925 إلى إنتاج أشرطة الجريدة، وظلت دؤوبة في إنتاجها، وكانت تقدم في دور العرض قبل الأشرطة السينمائية، وكانت ـ بالطبع ـ صامتة، وبعد ظهور الشريط الناطق الأول (أولاد الذوات ليوسف وهبي1931)، اتجهت شركة طلعت حرب إلى جعل أشرطة "الجريدة" ناطقة تماماً كالأشرطة السينمائية، وصار اسمها "جريدة مصر الناطقة"، تحديداً من العام 1937.
لكن العام 1954 حمل تحولاً جذرياً في مسار هذه الأشرطة، فبدءاً من هذا التاريخ تغير اسمها إلى "جريدة مصر السينمائية"، واشترت حق تقديمها "الهيئة العامة للاستعلامات" التي أنشأتها حكومة ثورة تموز ـ يوليو 1952 ، وأصبح صدورها منتظماً، وصارت تعرض قبل الأشرطة السينمائية إلى العام 1996 الذي حمل تغيراً عنيفاً في تاريخ أشرطة جريدة مصر الناطقة.
ومن المعروف أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قد ذهب الى أداء فريضة الحج مع مجلس قيادة الثورة في عام 1954.
[embed]https://youtu.be/D4s38jotfcE[/embed]