أمل إبراهيم تكتب: لماذا تفشل الحياة الزوجية ؟!

أمل إبراهيم تكتب: لماذا تفشل الحياة الزوجية ؟!أمل إبراهيم تكتب: لماذا تفشل الحياة الزوجية ؟!

*سلايد رئيسى17-1-2018 | 20:35

يشهد الوقت الحالى حالات طلاق بصورة مفزعة ونسب عالية مع عدد سنوات أقل فى فترة الزواج نفسها وكثير منها لا يستمر إلا بعض شهور فقط .

حسب الاحصاءات توجد 200 ألف حالة طلاق تقع سنويًا وتكثر فى الفئة العمرية بين 25 و 30 عامًا.

وبرغم أزدياد نسبة التعليم بين الزوجين و نسبة عمل المرأة ومساعدتها المادية فى البيت إلا أن قرار الطلاق أصبح اكثر يسرا ونفاذا من ذى قبل كأن الأمر لا يحتاج إلى تفكير.

من ناحية لأن الأجيال الجديدة اصبحت أقل حماسا فى تحمل المسؤولية وضغوط الواقع ومن ناحية أخرى لان أغلبهم يملك نظرة برجماتية لكل تجارب الحياة ومن بينها الزواج ، المشكلة غالبا يتحملها الأطفال الذين يفقدون الأسرة وربما لا يعرفون معناها لأن الكثير يخرج من إطارها وهو فى بطن أمه مجرد جنين.

وأسباب الطلاق كثيرة ومعروفة ومتشابهة وأحد أهم أسبابها هو الضغوط المادية التى لا يتحملها الطرفان وصعوبة الحياة ، لكى تستطيع أن تواجه المجتمع وتوفر حياة معقولة فلابد أن تعمل ليل نهار وأن تصاب بالارهاق حيث لا مكان للحياة نفسها فى مثل هذه الظروف كما أن العمل نفسه ورغم الشقاء غير متوفر وغير دائم أو مستمر ،،بينما الايجار وايصالات الكهرباء والماء مستمرة وطلبات لانهائية لزوجة وأطفال وبيت مفتوح كما يقولون .

فى المناطق الفقيرة لن تجد نسب الطلاق عالية ولكن هناك دائما زوج هارب تملص من مسؤولياته وترك زوجة تبحث عن عمل فى البيوت أو بيع الخضروات أو عاملة نظافة فى أى مكان ولا تعرف شيئا عن ذلك الرجل الذى كان فى حياتها لفترة قصيرة ثم اختفى.

فى الطبقات الوسطى هناك دائما زميلة عمل شابة تحاول الأعتماد على نفسها لتستطيع أن توفر حياة بعيدا عن قصة حب وزواج وربما تصبح زوجة لرجل آخر مع فارق عمرى كبير ولكنه يستطيع أن ينفق عليها ويتكفل بمصاريفها ويوفر لها العشاء خارج البيت فى نهاية الأسبوع وشراء ملابس من مواقع الأنترنت.

وهناك بيوت تعيش حالة أنفصال تحت مسمى زواج مقنع وكأن ورقة الزواج معلقة فقط على باب البيت الخارجى ولكن الحقيقة لاتقارب ولاتفاهم ولكن حياة مريضة من أجل شكل اجتماعى وفندق صغير للأولاد.

إن فكرة الزواج القائمة على المودة والسكن أصبحت قصصا نادرة فى مجتمعاتنا الحالية حتى أن صفحات مواقع التواصل تعج بالمشاكل الأسرية التى أصبحت مستباحة النشر والعلن وهذه مشكلة أخرى تحتاج إلى دراسة وفهم وتحليل من دارسى علم الاجتماع والأسرة كيف نشارك الآخرين مشاكلنا الخاصة والأسرية دون حذر.

الطلاق يحدث لأن كل طرف يعتقد أنه بالزواج أمتلك شخصا عليه أن يلعب دور  مصباح علاء الدين الذى يستطيع من خلاله تحقيق أحلامه الشخصية وصورته الذهنية التى أكتسبها من الأغانى والأفلام بعيدا عن الواقع.

لو فهم كل طرف أن الآخر له كيانه الخاص ومزاجه وحياته الخاصة وأن الزواج مشاركة حياتية ووقتية وأنه جزء من حياته لا يمتلكه ربما نستطيع الهرب من منظومة الفشل التى تعدت كونها ظاهرة مجتمعية مزعجة.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2