لم يحظ عمل درامى فى تاريخ الدراما المصرية بالمتابعة المباشرة أثناء البث وبعده وداخل مصر والمنطقة العربية والعالم كما حظى مسلسل الاختيار لما احتواه من مفاجآت فى جزئه الثالث الذى أذيع خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام.
العمل الدرامى هو الجزء الثالث، سبقه جزءان تم إذاعتهما وكان لهما أكبر الأثر فى نشر الوعى عن نشاط جماعة الإخوان وأيضًا الفترة التى حكموا فيها مصر وقبل توليهم السلطة.
كانت مفاجآت الجزء الثالث كثيرة فاقت توقعات الكل بما تم بثه من وقائع مباشرة موثقة لنفس الأشخاص الذين حكموا مصر من جماعة كانت تحلم باستمرار حكمها على الأقل 300 سنة قادمة.
الفقرات التى كانت تبث فى نهاية كل حلقة كانت صادمة للإخوان ومحبيهم وأتباعهم وأيضًا لمن كان يعتقد أن هؤلاء القتلة يحكمون باسم الدين.
خيوط المؤامرة واتصالاتهم بالخارج وأيضًا مع بعض من كانوا يعملون بالسياسة فى هذا الوقت وتحالفهم معهم والتخطيط لهدم الجيش والشرطة.
وكيف كان يدار الرئيس مرسى آنذاك من خلال مكتب المرشد للجماعة، وبالذات خيرت الشاطر وتغوله على الجميع ومحاولة فرض رؤيته الشخصية على الجماعة وتدخله فى شئون كثيرة للدولة آنذاك من خلال الحكومة الإخوانية.. والعمل على إعداد تنظيم موازٍ للجيش للتدخل وقت اللزوم ناسيًا من هو جيش مصر.. ومن هى مصر وتاريخها منذ بداية التاريخ وكيف خرجت الإمبراطوريات السابقة مقهورة من مصر؟! ولم يغير أى محتل فى الهوية المصرية أو حتى لغتها أو عقيدتها الوسطية منذ الفتح الإسلامى وقبله فى العصور الفرعونية وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
تأثير نفسى
لقد أحدث الجزء الثالث للمسلسل شرخًا نفسيًا وانهيارًا لدى جماعة الإخوان وحدث خلل فى التفكير بعد أن عرف القاصى والدانى ما أهدافهم وكيف كانوا يعملون بالصوت والصورة وأن والقتل كان الأداة الوحيدة التى يستخدمها دومًا قادة هذه الجماعة.
إن ما حدث من تأثير لدى العوام فى مصر ومختلف الأعمار نجح فيه المسلسل كما لم تنجح جميع الكتب والأحاديث والشروح التي تناولتها أجهزة الإعلام.
فهم الشباب والشيوخ ممن لا يعملون بالسياسة لكنهم مصريون، فهموا حقيقة الإخوان وكانوا مصرون على المتابعة، وكان حديث الشارع المصرى والعربى وحديث المقاهى من كل أطياف المجتمع.. ماذا تم؟ ويا ترى ماذا سيقدم فى الحلقة القادمة؟
وكان هناك صدى لدى الشارع العربى ورصدت كل محركات البحث أعلى نسبة متابعة ومشاهدة لعمل يستحق التقدير لمن أعدوه ومن قاموا بتمثيله وإخراجه فهو عمل فنى متكامل.
رحمة الله على شهدائنا
لا يمكن أن ننسى الأبطال الحقيقيين فى هذا الحدث وهم الشهداء من الجيش والشرطة، وأيضًا وأفراد الشعب، الذين خرجوا عن بكرة أبيهم للتعبير عن رفضهم حكم المرشد وحكم الجماعة وتكفير المجتمع.
أيضًا الأبطال الذين يعيشون بيننا من رجال مصر الأوفياء شرطة وجيش والمخابرات الحربية والعامة.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. وكيف تحمل قادة الجيش الكثير والكثير من الضغوط لجرهم إلى مواجهة مع الشعب؟! كيف وهو جيش الشعب تاريخه يشهد بذلك له توجه واحد وهو حماية الوطن.. ليس به طوائف ولا حزبية بل عقيدة عسكرية يشهد لها التاريخ.
رحم الله المشير طنطاوى وكل جندى استشهد دفاعًا عن الوطن وتحية تقدير للقائد العظيم الرئيس السيسي الذى أكدت كل المواقف مدى وطنيته وحرصه على الأمانة.. وتحمل ما لم يتحمله بشر سواء قبل 30 يونيو وما بعدها.
فهو قائد البناء بل من أعظم البنائين الذى يرى الحاضر ويعمل وهو أيضًا يعد للمستقبل وسط ظروف محلية وعالمية غير عادية لم تواجه مصر والعالم من قبل.. لكنه حمل الأمانة وعمل عليها ليل نهار فكان همه الأول المواطن المصرى.
وما يتم فى مصر من مشروعات وتنمية وعمران لم يحدث فى تاريخها ونأمل المزيد من الأعمال مثل الاختيار نتناول من خلالها ما يتم على أرض مصر من تنمية وإعمار.
فالاختيار ليس مسلسلاً بل هو قدرنا وطريقنا الجديد الذى اختاره الشعب لإعداد دولة قوية باقتصادها وثرواتها وأبنائها القادرين على دعائم إرساء الجمهورية الجديدة.
تصرف طائش
هو صدى لما تركه الاختيار من أثر لدى جماعة الغفلة وكان الاعتداء الإرهابى الآثم الجبان على جنود حراسة فى أكبر محطة معالجة للماء فى العالم على بُعد كيلو مترات من أنفاق بورسعيد.
هى محطة لمعالجة مياه الصرف التى ترد من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية أسفل قناة السويس لرى واستصلاح 400 ألف فدان لتغيير الحياة فى سيناء، وزراعة الكثير من المحاصيل لسد الفجوة الغذائية وتوفير فرص عمل لأبناء مصر.
إذن المطلوب التصدي وهدم جهود التعمير وأيضًا إظهار الوجود بعملية لم تحقق سوى انتقاد وهجوم العالم أجمع على العمل الإرهابي ورفضه وتأييد مصر فى خطواتها ضد الإرهاب ودعم جهودها للتنمية.
لن يفلت قاتل من العقاب ولن يهدأ لنا بال حتى يتم القصاص لجنودنا الأبرياء واقتلاع جذور الإرهاب من بلادنا..
وبإذن الله ستظل قاماتنا عالية مرفوعة بفضل الله ثم جيش مصر.