العمل الصالح هو كل ما يقوم به العبد في حياته من عبادات أو معاملات أو أعمال دنيوية، يبتغى بها أن ينال رضا الله تعالى فى الدنيا والآخرة، ومن ثم جاء القانون القرآنى الذي يحدد الأعمال المقبولة وغير المقبولة عند الله تعالى حتى يتحرك العبد في دائرة الأعمال المقبولة ويبتعد عن دائرة الأعمال غير المقبولة.
ووفقاً للدكتور محمد قاسم المنسي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة فإن قانون قبول الأعمال مستمد من عدة آيات فى القرآن الكريم تحدث بعضها عنه بصورة مباشرة، وتحدث بعضها الآخر بصورة غير مباشرة، مشيراً إلى أن حديث القرآن عن قبول الأعمال بصورة مباشرة فقد ورد فى قوله تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).ويوضح المنسي أن حديث القرآن بصورة غير مباشرة فقد ورد فيها قوله تعالى: (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا).. (وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).. (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ).
ومن شروط قبول العمل الصالح، كما ذكرت دار الإفتاء المصرية، في بيانها أوجه قبول الأعمال الصالحة وهي 3 شروط حتى تكون مقبولة عند المولى عز وجل وهى:
١- الإسلام:
أن يكون الشخص الذي قام بالعمل هو مسلم مستسلم لله عز وجل، طائعا له ملتزما بأوامره، منته عن نواهيه، أما إذا كان الشخص كافرا وقام بأعمال صالحة مثال تبرع بمال أو انشأ مدارس أو مستشفيات فان الله لا يقبل عمله، لكن يعجل له الجزاء في الدنيا فيرزقه في الدنيا لكي لا يبقى له شيء في الآخره.
٢- الإخلاص:
ومعناه أن يكون العمل خالص لوجه الله عز وجل وابتغاء الأجر والثواب منه وحده لا يبتغي الأجر من أي أحد سواه وهذا من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في صاحب العمل حتى يُقبل عمله عنده تعالى وعلى العكس إن لم تتوفر في الإنسان هذه الصفة لم يتقبل منه عمله بل أصبح أيضا حسرة وندامة عليه يوم القيامة وذلك لأن كل عمل لغير الله عز وجل ينقلب على صاحبه ويكون عليه حجة يوم القيامة.
٣- الاتباع:
ومعناه إتباع سنة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتصديقه في كل ما جاء به والتصديق على أنه لا ينطق عن الهوى وأن كل ما جاء به من عند الله، واتباعه -صلى الله عليه وسلم- في صورته وسيرته وسريرته صدق الاتباع ينبع من داخل الانسان، فيجب على الانسان أن يكون ذو قلب صادق حتى تتحقق فيه هذه الصفة التي تكون سببا في قبول العمل عند الله تبارك وتعالى .
ومن الأسباب المعينة في المداومة على العمل الصالح والطاعة ما يلي:
- التوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى واللجوء إليه بالعون على الثبات.
- طلب العلم الشرعي ومتابعة دروس العلم وحِلَق الذكر.
- مصاحبة الصالحين الذين هم عونٌ على الثبات والتقرب من الله بالمداومة على الطاعات
- العمل على زيادة الإيمان بالله تعالى.
- الشعور بالفقر إلى الله تعالى والحاجة له عز وجل في التثبيت والعون على الطاعات، فلولا عونه تعالى لما استطاع المؤمن الاستمرار.
- التوبة من الذنوب والمعاصي؛ لأنها تسبب زيغ القلب وتكاسله عن أداء الطاعات.
- الابتعاد عن الظلم.
- الخوف من سوء الخاتمة في حال تكاسل المؤمن عن الطاعات وأضاع وقته هباءً منثورًا.
- عدم إرهاق النفس والإثقال عليها بكثرة العبادات؛ كي لا تمل وتفتر.
- التعرف على جزاء وثمرات الطاعات والثبات عليها؛ لأنّ ذلك يحفز المؤمن على الإكثار منها.