كشفت دراسة جديدة أن أجزاء من القارة القطبية الجنوبية قد اكتسبت بالفعل جليدًا خلال العشرين عامًا الماضية، على الرغم من معاناة القارة من خسائر كبيرة بسبب الاحتباس الحراري، ويقول الباحثون إن الجليد البحري، المدفوع ضد الجروف الجليدية بسبب تغير أنماط الرياح الإقليمية، ربما ساعد في حماية هذه الجروف الجليدية من الخسائر.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإن الجروف الجليدية عبارة عن أقسام عائمة من الجليد متصلة بصفائح جليدية أرضية وتساعد على الحماية من الإطلاق غير المنضبط للجليد الداخلي في المحيط.
كما أنه خلال أواخر القرن العشرين، أدت المستويات المرتفعة من الاحترار في شرق شبه جزيرة أنتاركتيكا إلى انهيار الرفوف الجليدية لارسن A وB في عامي 1995 و2002 على التوالي.
دفعت هذه الأحداث إلى تسارع الجليد نحو المحيط، مما أدى في النهاية إلى تسريع مساهمة شبه جزيرة أنتاركتيكا في ارتفاع مستوى سطح البحر، ثم كانت هناك فترة نمت فيها بعض الجروف الجليدية في شرق أنتاركتيكا، على الرغم من الاحتباس الحراري.
ومع ذلك، منذ عام 2020 كانت هناك زيادة في عدد الجبال الجليدية المنفصلة عن شبه جزيرة أنتاركتيكا الشرقية.
قال العلماء، الذين استخدموا مزيجًا من قياسات الأقمار الصناعية التاريخية، جنبًا إلى جنب مع سجلات المحيطات والغلاف الجوي، إن ملاحظاتهم تسلط الضوء على التعقيد وأهمية التغير الجليدي البحري في كثير من الأحيان على صحة الطبقة الجليدية في القطب الجنوبي.
وجد فريق الباحثين من جامعة كامبريدج، وجامعة نيوكاسل، وجامعة كانتربري بنيوزيلندا أن 85% من الجرف الجليدي البالغ طوله 870 ميلاً (1400 كيلومتر) على طول شبه جزيرة أنتاركتيكا الشرقية خضع لتقدم مستمر بين عمليات المسح للخط الساحلي في 2003-4و 2019، وكان هذا على عكس التراجع الواسع الذي حدث في العقدين الماضيين.
يشير البحث إلى أن هذا النمو كان مرتبطًا بالتغيرات في دوران الغلاف الجوي، مما أدى إلى نقل المزيد من الجليد البحري إلى الساحل عن طريق الرياح.
واستخدم الفريق صور الأقمار الصناعية التي تعود إلى 60 عامًا، بالإضافة إلى أحدث نماذج المحيطات والغلاف الجوي، للتحقيق بالتفصيل في النمط المكاني والزماني لتغيير الجرف الجليدي.